التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة الحج

          ░░░22▒▒▒ (سُورَةُ الحَجِّ)
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {المُخْبِتِينَ}[الحج:34]: المُطْمَئِنِّينَ) أي: بذكر الله، وقال في «الكشَّاف»: أي: المتواضعين الخاشعين، مِن الخبت وهو المطمئنُّ مِن الأرض.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}[الحج:52] أي: إِذَا تَحَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ) أي: إنَّ الشَّيطان عند تحديث النَّبي صلعم قد يوقع في مسامع أهل الشِّرك ما يوافق رأيهم فيتوهَّمون أنَّه حديث مِن الرَّسول وليس كذلك، وأمَّا الحديث الَّذي رواه البزَّار في «مسنده» وذكره ابن أبي حاتم وابن جرير الطَّبري في «تفسيرهما» في قصَّة الغَرانيق العُلى فهو حديث باطل وإن كثَّر الطَّبري طُرُقَه، وقد تكلَّم القاضي عياض فيه في «الشِّفاء» والإمام فخر الدَّين الرَّازي في «تفسيره»، وقال ابن عيينة: الأمنية التِّلاوة، قال تعالى: {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ}[البقرة:78] أي: لا يعرفون إلَّا تلاوة.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَشِيدٌ}[الحج:45]: بِالقَصَّةِ) هي بفتح القاف، وهذا عن مجاهد أسنده ابن المنذر مِن حديث ابن جُريج عنه، وقيل: (مَشِيدٌ) طويل. وقال ابن قتيبة: المشيد المبنيُّ بالشيد وهو الجصُّ. أشار بذلك إلى قوله تعالى: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}[الحج:45] وهو قصر بناه شدَّاد بن عاد بن إرم لم يُبن في الأرض مثله وقد أصبح موحشاً بعد الأنس مقفراً بعد العمران لا يستطيع أحدٌ الدُّنوَّ منه على أميال لما يُسمع فيه مِن الأصْوات المنكرة.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ) أي غير مجاهد: ({يَسْطُونَ}[الحج:72]: يَفْرُطُونَ، مِنَ السَّطْوَةِ، وَيُقَالُ: {يَسْطُونَ}[الحج:72]: يَبْطِشُونَ) يُقال: سطا عليه وسطا به إذا تناوله بالبطش والعنف والشِّدَّة، أي: يكادون يقعون بمحمَّد وأصحابه مِن شدَّة الغيظ ويبسطون أيديهم إليهم وألسنتهم بالسُّوء.
          قوله: ({وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ}[الحج:24]: أُلْهِمُوا) إلى القرآن، هذا قاله السُّدي. وقال ابن عباس: يريد لا إله إلا الله والحمد لله، وزاد ابْن زيد: والله أكبر.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ}[الحج:15]: بِحَبْلٍ إِلَى سَقْفِ البَيْتِ) هذا أسندَه ابن المنذر مِن حديث أبي إسْحاق عن التَّميمي عنه فليمدد بحبل إلى سماء / بيته فليختنق به.
          ░1▒ (بَابُ {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}[الحج:2])