التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

كتاب الجمعة

          ░░11▒▒ (كِتَابُ الجُمُعَةِ)
          هي بضم الميم وفتحها وإسكانها ثلاثُ لغاتٍ، حكاهُنَّ الواحدي، وقُرئ بها في الشَّواذ كما قاله الزَّمخشري، وفي «المعاني» للزَّجَّاج أنَّه قُرئ بكسرها أيضًا، والمشهور الضمُّ، وبه قُرئ في السَّبع، وسُمِّيت بذلك لاجتماع النَّاس بها، وقيل: لما جُمع فيها مِن الخير، وقيل: لأنَّ الله جمع فيه خلق آدم ◙ ، وقيل: لاجتماع آدم فيه مع حواء في الأرض، وقيل: لأنَّه آخر أيَّام (1) السَّنة التي خلق الله فيها المخلوقات؛ فاجتمع جميع الخلق فيه. وفي «أمالي ثعلب» سُميَّ بذلك لأنَّ قريشًا كانت تجتمع إلى قُصي في دار النَّدوة فيه، وفي «الأنساب» للزُّبير: كان يُسمَّى العَرُوبة، وأنَّ كعب بن لؤيٍّ كانوا يجتمعون إليه فيها، فيخطبهم ويعْلمهم بخروج النبيِّ صلعم ، وأنِّه مِن ولده، قال: فسُمِّيت الجمعة بذلك، وقال ابن حزم: هو اسم إسلاميٌّ، ولم يكن في الجاهلية، وإنِّما كان يُسمَّى في الجاهلية العروبة، / فسُمِّي مِن الإسلام الجمعة، لأنَّه يُجتمع فيه للصَّلاة؛ اسمًا مأخوذًا مِن الجمع، وادَّعى الشَّيخ أبو حامد في «تعليقه» أنَّ الجمعة فُرضتْ بمكَّة قبل الهجرة؛ وفيه نظر.
          وسورة الجمعة مدنية، وهي مِن آخر ما نزل بها، وإنَّه لم ينزل بعدها إلَّا التَّغابن، والتوبة، والمائدة، كما ذكره أبو القاسم الحسين بن محمَّد بن حبيب في كتاب «ترتيب التنزيل» فيضمُّ الميم وفتحها لكونها جامعة، والثالث لجمعهم فيها، فإنَّ فُعلة بالتحريك للفاعل كهُمَزَة (2)، وفَعلة للمفعول كهُزْأة.


[1] في الأصل:((الأيام)).
[2] في الأصل:((همزة)).