التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية}

          ░5▒ (بَابُ {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ}[البقرة:58])
هي بيت المقدس، وقيل: إيليا، وقيل: أريحا، وقيل: الرَّملة، أو قرية الجبَّارين بقيَّة العمالقة، وسُمِّيت القرية بذلك / لأنَّها تقرَّت أي تجمَّعت للإقامة فيها، وهي بفتح القاف وكسرها حكاهما ابْن سِيده.
          قوله: {وَادْخُلُوا البَابَ} قيل: باب القرية أو باب المسجد أو باب القبة التي كان موسى يُصلي فيها، لأنَّهم دخلوها في زمن موسى، ودخلوا بيت المقدس بعد موته.
          قوله: {سُجداً} أي: مُخبتين متواضعين، وقيل: واضعين الجباه عَلى الأرض شكراً لله على خلاصكم مِن الفتنة.
          قوله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} هي فِعلة مِن الحطِّ، وهو خبر مبتدأ محذوف، أي: مطلوبنا مغفرة منك وحطُّ ذنوبنا، فبدَّلوا أي: قيل لهم قولوا حُطَّ عنَّا ذنوبنا فبدَّلوا وقالوا: حنطة حبَّة في شعرة، ويُروى: ((في شعير))، ورواه المَروزي: ((حِطة)) بدلاً مِن حنطة، وبالنُّون أصوب لأنَّهم بدَّلوا اللَّفظ بزيادة النُّون كما روي مِن قولهم: ((حنطي)) بفتحها، معناه حِنطة حمراء، وقيل في قوله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} قولوا: لا إله إلا الله، وقال ابن عباس: أُمروا أن يستغفروا الله.