التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

الحديد

          ░░░57▒▒▒ (سُورَةُ الحَدِيدِ)
          قوله: ({وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}[الحديد:25]: جُنَّتُهُ وَسِلاَحُهُ) أخرجه عبدٌ عن مجاهد.
          قوله: ({لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ}[الحديد:29] أي: لِيَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ) يريدُ أنَّ «لا» صِلَةٌ، وتؤيده قراءةُ ابن عبَّاٍس: ▬لِيعْلَمَ↨.
          قوله: ({انْظُرُونَا}: انْتَظِرُونَا) وقُرِئَ بفتح الهمزة، أَخِّرُونا، وَأكثرُهُم لا يجيزه لأنَّهُ لَا معنى للتأخير هاهُنا، وَقيل: يحتمل أنْ يكون بمعنى أَنْظَرَ في أَخَّرَ عملي (1).
          قوله: (يُقَالُ: الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَالبَاطِنُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) يشير إلى قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}[الحديد:3]، هو الأوَّل قبل كلِّ (2) شيءٍ بلا ابتدَاءً، كان هو ولم يكن شَيْءٌ موجودًا، والآخِرُ بعد فناءِ كلِّ شيءٍ بِلا انتهاءٍ، يُفني الأشياءَ ويبقَى هو، والظَّاهر الغالبُ العالي على كلِّ شيءٍ، والباطنُ العالِمُ بكلِّ شيءٍ، وهو عليمٌ بأمور الدُّنيا والآخِرَةِ وغيرِ ذلك ممَّا يَصْلُحُ أن يُعلَمَ.
          وقيل: الأوَّلُ بلا افتتاحٍ لوجودِهِ، والآخِرُ بِلا انقطاعٍ لثبوتِهِ، والظَّاهِرُ فَلَا خَفَاءَ في خِلالِ عِزِّهِ، والباطِنُ فَلا سبيل إلى إدراك خَفِيِّهِ.
          وقال أهل التصوُّف: الأوَّلُ بالعِناية، والآخِرُ بالهدايةِ، والظَّاهِرُ بالرِّعايةِ، والباطِنُ بالولايةِ. وأيضًا الأوَّلُ بالوصلَةِ، والآخِر بالخُلَّةِ، والظَّاهر بالأدِلَّةِ، والباطن بالبُعد عَن مشابَهَةِ الجُمْلَةِ.
          وقال أبو القاسم الجُنيد: الأوَّلُ بشرح القلوب، والآخِرُ بغفران الذُّنوب، والظَّاهِرُ بكشف الكُروب، والباطنُ بعلم الغُيوب. وَأيضًا نَفَى القِدَمَ عن كلِّ أوَّلٍ بأَوَّلِيَّتِهِ، ونَفَى البقاءَ عَن كلِّ آخِرٍ بآخِرِيَّتِهِ، واضطرَّ الخلقَ إِلى الإقرارِ بربوبِيَّتِهِ بظاهِرِيَّتِهِ، وحَجَبَ الأفهامَ عَن إدراكِ (3) كُنهِهِ وكيفيَّتِهِ بباطِنِيَّتِهِ، تعالى سبحانَهُ تنزيهًا لِفَرْدَانِيَّتِهِ وصَمَدِيَّتِهِ وإقرارًا بربوبيَّتِهِ وأَحَدِيَّتِهِ.


[1] كذا صورتها في(الأصل) وهي غير مفهومة؟؟؟.
[2] قوله:((كل)) ليس في(الأصل).
[3] في(الأصل):((أدرك)).