التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة الكهف

          ░░░18▒▒▒ (سُورَةُ الكَهْفِ)
          قوله في أفراد مسلم مِن حديث أبي الدَّرداء مرفوعاً: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ) وفي لفظ: ((مِن آخر الكهف)) والغريب مِن الحاكم استدراكه عليه وهو فيه، وفي التِّرمذي وصحَّحه: ((مَن قرأ ثلاث آيات مِن أوَّل الكَهف عُصِم مِن الدَّجَّال)) وصحح الحاكم إسناد حديث أبي سعيد مرفوعاً: ((مَن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له مِن النُّور ما بين الجمعتين)).
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ}[الكهف:17]: تَتْرُكُهُمْ) هذا أسندَه ابْن أبي حاتم مِن حديث ابن أبي نَجيح عنه.
          قوله: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}[الكهف:34]: قَالَ مُجَاهِدٌ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ) قُرِئ ((ثُمُر)) بضمِّ الثَّاء المثلثة والميم وبفتحها جمع ثَمرة، وما قاله مجاهد مِن (1) ثمراته ذهبٌ وفضَّةٌ أخرجه ابن عيينة في «تفسيره» عن ابن جُريج عنه قال: وكلُّ مَا في القرآن مِن ثمرٍ فهو المال، وقيل: الثَّمر: الشَّجر، وقال أبو عِمْران الجَوْنِيُّ: الثَّمر: أنْواع المال. ومَا قاله عن مجاهد في ثمرة أخرجه ابن المنذر مِن حديث قتادة عن ابن عبَّاس.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَاعَةُ الثَّمَرِ) يريد أنَّه جمع ثمرة على ثمارٍ ثمَّ جمع ثمَّار على ثُمر، فثُمُر جمع الجمع.
          قوله: ({هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ}[الكهف:44]: مَصْدَرُ الْوَلِيِّ) قُرِئ بفتح الواو وكسرها، والوجه الفتح وعليه أكثر القرَّاء لأنَّه بالكسر الإمارة، والمراد هنا الرُّبوبية، أي: يومئذٍ يقول (2) الله ويتبرؤون ممَّا كانوا يعبدونه.
          قوله: ({وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}[الكهف:18] الفِنَاءُ، جَمْعُهُ: وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ الوَصِيدُ البَابُ) وقيل: العَتبة. قال ابْن عسكر في «التَّكملة والإتمام لكتاب التَّعريف / والأعلام»: قيل: اسم كلبهم حمران وكان أصفر. قال: وحكى المهدوي أنَّ كلبهم عبارة عن رجل طبَّاخ كان معهم، وهذا بعيدٌ وعدولٌ عن ظاهر اللَّفظ بغير دليل.
          قال السُّهيلي في «الرَّوض»: وفي ذكره تعالى لكلبهم وبسط ذراعيه بالوصيد معنى اللُّطف بهم فإنَّه تعالى لم يترك مِن حالهم شيئاً حتَّى الرِّحال (3) كلبهم لكنَّه لم يذكر تقلُّبه، ومع ذلك لم تأكله الأرض لأنَّ التَّقليب كان مِن فعل الملائكة وهم أولياء المؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة والكلب خارج عن هذه الولاية، ألا تراه كيف قال: {بِالوَصِيْدِ} وهو فناء الدار ولم يكن معهم فيه؟ لأنَّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ. فإنَّ (4) مجالسة الصَّالحين ومجاورتهم تؤثِّر في الخَلق وإن لم يكونوا جِنساً، ألا ترى كيف ذكر الله أهل الكهف وذكر معهم كلبهم لمجاورته إيَّاهم. قاله الورَّاق.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {مَوْئِلًا}[الكهف:58]: مَحْرِزًا) أي: ملجًأ.


[1] في الأصل:((في)).
[2] كذا صورتها في الأصل، ولعل الصواب: يتول.
[3] كذا صورتها في الأصل، ولعل الصواب: ذكر حال.
[4] في الأصل:((أن)).