التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة كهيعص

          ░░░19▒▒▒ (سُورَةُ كهيعص)
          قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}[مريم:38] اللَّهُ يَقُولُهُ، وَهُمُ اليَوْمَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يُبْصِرُونَ) يريد أنَّه أمرٌ بمعنى الخبر كما قال تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}[البقرة:18] التِّلاوة : {فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} أو {فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[البقرة:171] وأثَر ابن عبَّاس أخرجه ابن المنذر مِن حديث عطاء عنه.
          قوله: ({رِكْزًا}[مريم:98]: صَوْتًا) المشهور أنَّه الصَّوت الخفي لا ينطلق الصَّوت الذي لا يُفهم.
          قوله: (غَيًّا: خُسْرَانًا) يريد في قوله {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[مريم:59]. وقال ابن مسعود وغيره عن ابن عباس: هو وادٍ في جهنَّم. وقال ابن مسعود: نهرٌ في جهنَّم بعيد القعر خبيث الطَّعم. وليس معنى (يَلْقَوْنَ) يرون فقط، لأنَّ اللِّقاء معناه الاجتماع والملامسة.
          قوله: ({بُكِيًّا}[مريم:58]: جَمَاعَةُ بَاكٍ) هَذا جاء على خلاف القياس، وقياس جمعِه على فعلة كقاضٍ وقضاة، ولم يسمع منه هذا الأصْل، وقيل: ليس بجمع بلْ مصدر على فعول كجلس جُلوساً.
          قوله: ({نَدِيًّا}[مريم:73]: وَالنَّادِي مَجْلِسٌ (1) وَاحِدٌ) أي: النَّدي والنَّادي واحد، وهو مجلس القوم ومجتمعهم (2)، قيل: إنَّه مشتقٌّ مِن النَّدى وهو الكرم لأنَّ الكرماء يجتمعون فيه.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَلْيَمْدُدْ}[مريم:75]: فَلْيَدَعْهُ) يريد أنَّه أمر بمعنى الخبر، أي: يمهله وينفس (3) في مدَّة حياته.
          تنبيه: قال عفيف الكَازَرُوني في «شرحه»: كهيعص؛ قال بعض الصوفية: هو تعريف الأحباب بأسرار معاني الخطاب في حروف خصَّ الحقُّ سبحانه المخاطب بها بفهم معانيها وللأغيار سماعها وذكرها وللرسول ◙ فهمها وسرُّها، قيل: الكاف تفريق كرَمه مع أوليائه وتخويف مكرِه بخفيِّ بلائه، والهاء تشير إلى هدايته للمؤمنين إلى عرفانه وتعريف هويته باستحقاق جلال سُلطانه، وفي الياء إشارة إلى يُسر نِعمه بعد عُسر مِحَنِه، والعين تشير إلى علمه بأحوال عبده سرِّه وجهرِه قلِّه وكثرِه وحاله وماله وقدر طاقته وحقِّ باقته (4)، والصَّاد تشير إلى أنَّه الصَّادق في وعده سبحانه وتعالى.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ) _بالهمز_ هو شقيق بن سَلمة صاحب عبد الله بن مسعود.
          قوله: (عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ) _بضم النُّون وسكون الهاء وبمثنَّاة مِن تحت_ أي: ذو عقل لأنَّه نهيٌ عن القبيح.


[1] في الأصل:((مجلساً)).
[2] في الأصل:((ومتحدهم)).
[3] كذا في الأصل.
[4] كذا في الأصل، ولعل الصواب: فاقته.