التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

{قل أعوذ برب الناس}

          ░░░114▒▒▒ (باب)
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ}[الناس:4]: إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ) قال الصَّنعاني: الأَوْلَى نَخَسَهُ الشَّيطَانُ مَكَانَ قوله: (خَنَسَهُ)، وإن سَلِمت اللَّفظةُ مِن الانقلاب والتَّصحيفِ فالمعنى _والله أعلم_ أخَّرَهُ وأزالَهُ عَن مكانِهِ لشِدَّةِ نخْسِهِ وطَعْنِهِ بأصبعِهِ في خاصرتِهِ.
          وقال السَّفاقِسي: خَنَسَهُ الشيطان، لِيُنْظَرْ فيه فالَّذي في اللُّغة: خَنَسَ إذا رجع فانقَبَضَ.
          وقال القاضي: كذا الرِّوايةُ في جميع النُّسَخِ وهو تصحيفٌ ويُعتبرُ؛ فإمَّا أنْ يكون صوابُهُ: نَخَسَهُ الشيطان، وكما جاء في غيرِ هذا الباب، لكن اللَّفظ الذي جاء به في غيرِ هذا الحديث هو ما رُوي عن ابن عبَّاس أنَّه قال: يولَدُ الإنسان والشَّيطان جاثمٌ على قلبه فإذا ذَكَرَ الله تعالى خَنَسَ، فإذا غَفَلَ وسوسَ. وكأنَّ البخاريَّ إنَّما أرادَ الحديَث أو الإشارةَ للحديثين.