التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}

          ░17▒ (بَابُ قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}[البقرة:146])
          قال الواحدي: نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سَلَام وأصحابه، كانوا يعرفون رسول الله صلعم وصفتَه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولدَه إذا رآه، بل قال ابن سَلَام: لأنا كنت أشدَّ معرفة برسول الله منِّي بابْني. فقال عمر: وكيف ذلك؟ قال: لأنِّي أشهد أنَّ محمداً رسول الله جاء يقيناً، وأنا لا أشهد بذلك لابْني لأنِّي لا أدري ما أحدثتِ النِّساء. فقال له عمر: وفَّقك الله.
          وقال الزَّمخْشري: يعرفون الرَّسول فلا يشتبه عليهم كما لا يشتبه عليهم أبناؤهم، وأُضمِر الرَّسول وإن لم يتقدَّم له ذكر لأنَّ الكلام يدلُّ عليه، وفي هذا الإضمار تفخيم. وقيل: الضمير للعلم أو للقرآن أو لتحويل القِبلة، والآخِر قول قتادة والضَّحَّاك أي يعرفون أنَّ القبلة هي الكَعبة أي قبلة الأنبياء كمعرفتهم أبناءهم.