التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة يوسف

          ░░░12▒▒▒ قوله: (وَقَالَ قَتَادَةُ: {لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}[يوسف:68]: عِلْمٌ عَامِلٌ بِمَا عَلِمَ) هَذا أسنده ابْن أبي حاتم مِن حديث ابن عيينة عن ابن أبي عَروبة عنه.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {صُوَاعَ}[يوسف:72] مَكُّوكُ الفَارِسِيِّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَتْ تَشْرَبُ بِهِ الأَعَاجِمُ) هذا رواه ابْن أبي حاتم عنه أيضاً مِن حديث أبي بشر، وقيل: هو شيء مِن ذهب وفضَّة شبه المكوك مرصَّع بالجواهر يحمل عَلى الرَّأس، وكان للعبَّاس واحدٌ في الجاهلية.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {تُفَنِّدُونِ}[يوسف:94]: تُجَهِّلُونِ) انْتهى. وقال أبو عبيدة: لولا أن تُسفِّهونِ، وقال مجاهد: لولا أن تقولوا ذهبَ عقلك.
          قوله: ({أَشُدَّهُ}[الأنعام:152]: قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ فِي النُّقْصَانِ) قال أبو عبيدة: الأشدُّ لا واحد له مِن لفظه. وقال سيبويه: هي جمعٌ واحده شدة. ثمَّ قيل: هو مِن ثمانية عشر إلى ستِّين. وقال مالك: الحلم. وقال الثعلبي: منتهى شبابه وشدَّته وقوَّته. وقال ابن عباس: ما بين ثمانية عشر إلى ثلاثين سنة. وقال ابن التِّين: الأظهر أنَّه أربعون لقوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}[القصص:14] وذلك أنَّ النَّبيَّ لا يُنبَّأ إلَّا بعد أربعين سنة.
          قوله: ({السِّقَايَةُ}[يوسف:70]: المِكْيَالٌ) كانت مشربة للمَلِك يشرب بها فجعلها يوسف مكيالاً لئلَّا يُكال بغيرها.
          قوله: ({تَحَسَّسُوا}: تَخَبَّرُوا) قال ابن عباس: تبحثوا عَن يوسف. و(تَحَسَّسُوا) بالحاء وهو بالجيم قريب منه، وقيل: هما واحد وقيل: في الخير وفي الشَّرِّ لنفسه وبالجيم، وقيل: بالحاء لنفسه وبالجيم لغيره. ومنه الجاسوس.
          قوله: ({مُزْجَاةٍ}[يوسف:88]) (1) وقيل: رديئة أو كاسدة أو مدفوعة. قيل: هو متاع الأعراب مِن سمن وصوف وشبههما.
          (سُورَةُ يُوسُفَ ◙ ) (2)
          قوله: (وَقَالَ فُضَيْلٌ: عَنْ حُصَيْنٍ) الأوَّل بضمِّ الفاء وفتح الضَّاد المعجمة والثَّاني بضمِّ الحاء وفتح الصَّاد المهملتين وكلاهما مُصغَّر.
          قوله: (عَنْ مُجَاهِدٍ: {مُتَّكَأً}[يوسف:31]: الأُتْرُجُّ) هو بضمِّ الميم وإسكان المثنَّاة مِن فوق وتنوين الكاف فإنَّها القراءة المنقولة عَن مجاهد، وقد خالف البخاري هذا فقال بعدَه بأسطر: ((وَالمُتَّكَأُ: مَا اتَّكَأْتَ عَلَيْهِ، وَأَبْطَلَ الَّذِي قَالَ: الأُتْرُجُّ، وَلَيْسَ فِي كَلاَمِ العَرَبِ الأُتْرُجُّ، فَلَمَّا احْتُجَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ المُتَّكَأُ مِنْ نَمَارِقَ، فَرُّوا إِلَى شَرٍّ مِنْهُ وَقَالُوا: إِنَّمَا هُوَ المُتْكُ، سَاكِنَةَ التَّاءِ، وَإِنَّمَا المُتْكُ طَرَفُ البَظْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا: / مَتْكَاءُ وَابْنُ المَتْكَاءِ، فَإِنْ كَانَ ثَمَّ أُتْرُجٌّ فَهُوَ بَعْدَ المُتَّكَأ)) انتهى. وهذا أخذه مِن كلام أبي عبيدة فإنَّه قال: المتَّكأ النُّمْرُقة التي يُتَّكَأُ عليها. وزعم قوم أنَّه الأُترجُّ، وهذا إبْطال باطل في الأرض ولكن عسى أن يكون مع المتَّكأ أُترجٌ يأكلونه، وقال ابن عطية: المُتكَّأ ما يُتَّكَأ عليه من فرش ووسائد، ومعلوم أنَّ هذا النَّوع مِن الكرامات لا يخلو مِن الطَّعام والشَّراب فلذلك فسَّر مجاهد وعِكرمة المتَّكأ بالطَّعام، ووجَّهه الزمخشري بأنَّه على سبيل الكناية مِن قولك اتَّكأنا عند فلان، أي: أَطعمنا لأنَّ مَن دعوته ليَطعم عندك اتَّخذت له مُتكأة يتَّكئ عليها. والمتَّكأ مِن النِّساء هي الَّتي لم تخفض، أي: لم تُختن، وقيل: هي الَّتي لا تخسر (3) لولدها، والأوَّل قاله الجوهري. والمُتْك ما تبقيه الخاتنة.
          قوله: (وَإِنَّمَا المُتْكُ طَرَفُ البَظْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا: مَتْكَاءُ وَابْنُ المَتْكَاءِ) أي: الَّتي لم تُخفض، أي: لم تُختَن، وقيل: هي الَّتي لا تَحبس بولها.
          قوله: (وَقَدْ بَلَغَ أَشُدَّهُ، قَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهَا شَدٌّ) هذا قول الكِسائي نحو: قدَّ وأقدَّ، وقال سيبويه: جمع شدَّة كنعمة وأَنْعُم، وقال الطَّبري: جمع لا واحد له. وقيل: واحد لا نظير له في الآحاد.
          قوله: ({شَغَفَهَا}[يوسف:30]) أي: بلغ حبُّه شغاف قلبها وهو غِلافه. (وَأَمَّا شَعَفَهَا) يعني بعين مهملة فهو مِن الشُّعوف، يُقال: شَعفه الحبُّ، أي: أحرق قلبه. قال السَّفاقسي: شعفها في كتب اللُّغة بفتح الشين المعجمة، وضبطه المحدِّثون بكسرها. وهي بالعين المهملة قراءة عليٍّ وغيره، أي: علاها كلُّ مرتبة مِن الحبِّ، مأخوذ مِن شعف الجبال وهي أعاليها.
          قوله: ({وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}[يوسف:65]) أي: ما يحمل بعير. قال مجاهد: أراد كيل حمار، قال: وكان بعض العرب يقول للحمار بعير، وهذا شاذٌّ.
          قال ابن خالويه: وذلك أنَّ يعقوب وإخوة يوسف كانوا بأرض كنعان ولم يكن هناك إبل. قال: وكذلك ذكر مقاتل بن سليمان، وفي زَبور داود: البعير كلُّ ما يحمل، ويُقال لكلِّ ما يحمل بالعبرانية بعير، وقال ابن خالويه: هذا حرف نادر ألقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، فكسرت مِن قرنه، انتهى. ولم يأت بحجَّة لأنَّ المقالة لم تكن بأرض كنعان بل بأرض مصر. وما حكاه عن الزَّبور لا سبيل إلى إثباته لثبوت التغيير، ثمَّ إنَّه لم ينزل (4) لبيان اللُّغات حتى يصحَّ ذلك عنه. ونظير ذلك ما حكاه الأصْفهاني في «الأغاني» أنَّ في التوراة ابْن أبر درست زور.
          ({خَلَصُوا نَجِيًّا}[يوسف:80] وَالجَمِيعُ نَجِيَّةٌ (5) وَالوَاحِدُ نَجِيٌّ وَالِاثْنَانِ نَجِيٌّ، والجَمْعُ نَجِيٌّ وَأَنْجِيَةٌ) يريد أنَّ النَّجي يكون للجمع والاثْنين والواحد. وقال الأزْهري: جمع أنجية، / وكذا قال ابن فارس: الواحد نجي، انتهى. اعتزلوا يتناجون (6).


[1] كذا في الأصل: ولعل هناك نقص هو كلمة:((قليلة)).
[2] كذا في الأصل، ولعلَّ هذه العبارة حقها التقديم.
[3] كذا في الأصل.
[4] في الأصل:((يزل)).
[5] كذا صورتها في الأصل، ولعل الصواب أنجية.
[6] كذا في الأصل.