التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة النجم

          ░░░53▒▒▒ (سُورَةُ النَّجْمِ)
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ذُو مِرَّةٍ}[النجم:6]: ذُو قُوَّةٍ) أخرجه ابن أبي حاتم مِن حديث ابن أبي نَجيح عنه، وقال قتادة: ذو خَلْقٍ طويلٍ حَسَنٍ.
          قوله: ({قَابَ قَوْسَيْنِ}[النجم:9]: هو حَيْثُ الوَتَرُ مِنَ القَوْسِ) هذا قولُ مجاهد أيضًا، والقَابُ القَدْرُ، وهو مَا بين مقبض القوس وسِيَتِهِ، ولكلِّ قوسٍ قابان، وقال مقاتلٌ: القوسُ الذِّرَاعُ بِلَغَةِ أَزْدِ شَنُوءَةَ.
          قوله: ({ضِيزَى}[النجم:22]: عَوْجَاءُ) أَصْلُهُ ضُيْزَى بضمِّ الضَّاد؛ لأنَّه ليس في كلام العرب فِعلَى _بكسر الفاء_ نَعْتٌ، وإنَّما كُسِرَت الضَّادُ لِتَصِحَّ (1) الياء كقولهم: بِيض.
          قوله: ({وَأَكْدَى}[النجم:34]: قَطَعَ عَطَاءَهُ) قال مجاهدٌ: هو الوليد بن المغيرة، أعطى قليلًا ثمَّ قَطَعَ عطاءَهُ. وقال السُّدِّيُّ: نزلتْ في العاصي بن وائلٍ السَّهمي، كان ربَّما يوافِقُ رسولَ الله صلعم في بعضِ الأمور. وقال محمَّد بن كعب القُرَظيُّ: نزلت في أبي جهل؛ وذلك أنَّهُ قال: والله ما يأمُرُنا محمَّدٌ إلَّا بمكارم الأخلاق. فذلك قولُهُ: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى}[النجم:34] أي لم يؤمن به.
          قوله: ({الشِّعْرَى}[النجم:49]: هُوَ مِرْزَمُ الجَوْزَاءِ) _بكسر الميم_ نَجْمٌ آخَرُ غير الشِّعْرَى. قال السَّفَاقُسِيُّ: هو الهَنْعَةُ لأنَّ الشِّعْرَى كوكبٌ يقابِلُ الهَنْعَةَ مِن جهة القِبلة لا يفارِقُها، والمراد بالشِّعْرَى في الآية الشِّعْرَى العيون؛ فإنَّها هي الَّتي عُبِدَتْ، وهي الكوكب النَّيِّرُ مِنَ الكواكب الجنوبية.
          قوله: ({سَامِدُونَ}[النجم:61]: هو البَرْطَمَةُ) بموحَّدَةٍ مفتوحة وطاءٍ مهمَلَةٍ، وعند الأَصِيْلي والقابِسِيِّ بالنُّون، وفسَّره الحَمَوي في الأصل بأنَّهُ ضربٌ مِن اللَّهو، وهو بمعنى قول عكرمة في الأصل: يَتَغَنَّونَ بالحِمْيَرِيَّةِ. وقيل: البَرْطَمَةُ شِدَّةُ الغضب، وفسَّرَهَا مجاهدٌ بالإعراض. وقيل: ساهون غافلون، ونحوُهُ قولُ الْمُبَرِّد: هو القيام في تحيُّرٍ.
          وقولُ عكرمة: يَتَغَنَّونَ بالحِمْيَرِيَّةِ، يعني كانوا إذا سمعوا القرآن تغنَّوْا، وهي لغةُ اليمن، يقولون: اسمدْ لنا أيْ تَغَنَّ، وقيل: السَّامدُ الحزينُ.
          قوله: ({أَفَتُمَارُونَهُ}[النجم:12]: أَفَتُجَادِلُونَهُ، وَمَنْ قَرَأَ: ▬أَفَتَمْرُونَهُ↨: أَفَتَجْحَدُونَهُ) وهما قراءتان في السَّبعة، وما ذكره عن إبراهيم أخرجهُ عبدُ بن حُميد، عن عمرو بن عون، عن هُشَيم، عن مغيرة، عنه. قال الشعبي: وكان شُريح يقرأُه بالألِفِ، ومسروقٌ وابنُ عباسٍ بِحذفِهَا، وهي قراءةُ حمزة والكِسائي، وقرأ الباقون / بالألِفِ {فَتَمَارَوْا}[القمر:36]: كذَّبُوا.


[1] في(الأصل):((لفتح)).