التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة {والتين والزيتون}

          ░░░95▒▒▒ (سُورَةُ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ هَذا التِّينُ وَالزَّيْتُونُ، الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ) أخرجَهُ عبدُ بن حُميد، عن شَبَابَةَ، عن ورقاءَ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عنه.
          وروى ابن جَرير عن ابن عبَّاسٍ: التينُ مسجدُ نوح الذي بُني على الجُودِيِّ، والزَّيتونُ مسجدُ بيت المقدس (1).
          خصَّ التين والزَّيتون بالقَسَم: أمَّا التينُ فلمشابهته ثمارَ الجنَّةِ لأنَّهُ لا يُطرَحُ منه شيءٌ، وخَصَّ الزيتونَ لكثرة منافعه.
          {وَطُورِ سِينِينَ}[التين:2] هو الجبل الَّذي كلَّم اللهُ موسى عليه، وهو بِمَدْيَنَ واسمه زبير، ومعنى {سِينِينَ} المبارك وقيل: الشجر، وقال قتادة: التينُ جبل دمشق، والزيتونُ جبل بيت المقدس، وقيل: التينُ مسجد دمشق، والزيتونُ مسجدُ بيت المقدس.
          قوله: (أَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ؟) أي يجازَوْنَ.
          قوله: ({فَمَا يُكَذِّبُكَ}[التين:7] يُقَالُ: فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ) كأنَّهُ قال: ومن يقدر على تكذيبك، قال السَّفاقِسي: كأنَّهُ جَعَلَ {مَا} لمن يعقل (2) وهو بعيد، قال الزَّرْكشي: يجوز في المبهَم أمرُهُ كقوله تعالى: {مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}[آل عمران:35].


[1] قوله:((الذي يأكل الناس ...مسجد بيت المقدس)) مستدرك في حاشية(الأصل)، لكنه وضع علامة لاحقة بعد قوله:((وخص الزيتون)).
[2] صورتها في(الأصل):((تعفل)).