التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

المدثر

          ░░░74▒▒▒ (سورَةُ الْمُدَّثِرِ)
          قوله: ({قَسْوَرَةٍ}[المدثر:51]: ركْزُ النَّاسِ وَأَصْوَاتُهُمْ، الرِّكْزُ: الصَّوْتُ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَسْوَرَةُ الأَسَدُ، وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ وقَسْوَرٌ) (1) يشير إلى قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}[المدثر:50-51] أي حُمُرُ وَحْشٍ فرَّتْ مِن أسدٍ، وقيل: القَسوَرةُ الأصواتُ المختلفةُ للناسِ، وقيل: الجماعة مِنَ / الرِّجال، وقيل: الرُّماةُ لا واحد له.
          قوله (2): الجمهور على أنَّ المراد: المدَّثِرُ بثيابه، وقال عكرمة: بالنُّبوَّةِ وأعبائها (3)، حكاه الماوردِيُّ، قال عطاء بن مسلم: نزلتْ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[المزمل:1] قبل: {يَا أَيُّهَا (4) الْمُدَّثِّرُ}[المدثر:1].
          وما ذكره البخاريُّ عن ابن عباسٍ في قَسْورةَ أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ مِن حديث عطاءٍ عنه يريدُ فرَّت مِن حِسِّ (5) الناسِ وأصواتِهِم، ورَوَى عبدُ بن حُمَيْد عن أبي حمزة الضَّبْعي قال: قلتُ لابنِ عبَّاسٍ أرأيتَ قولَهُ: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} أهوَ الأسدُ؟ قال: مَا هي بِلُغَةِ أحَدٍ مِنَ العرَبِ _أو قال: مِنَ النَّاسِ_ إنَّما هِي عِصَبُ (6) الرِّجال _وفي روايةٍ ((الرُّماة))_.
          وما ذكرهُ عن أبي هُريرة أنَّ قَسورَة الأسدُ، أخرجهُ عبدُ بن حُميد مِن حديث زيدِ بنِ أسلم بسندٍ عنه، وقال أبو موسى: قَسْوَرَةٌ الرُّماةُ، وكذا قالَهُ مجاهدٌ وغيرُهُ، وقال سعيدُ ابنُ جُبَير: هم القُنَّاص، ووزْنُ قَسْورة فَعْوَلَة (7) مِن القَسْرِ وهو القهرُ والغَلَبَةُ.
          قوله: ({مُسْتَنْفِرَةٌ}[المدثر:50]: نَافِرَةٌ مَذْعُورَةٌ) هو بكسرِ فاءِ {مُسْتَنْفِرَةٌ}، وقُرِئَ بفتحِها.


[1] في(الأصل):((وقسورًا)).
[2] كذا في(الأصل)، ولعل هناك سقطًا تقديره:((المدثر)).
[3] في(الأصل):((وأعيانها)).
[4] في(الأصل):((قبلها أيها)).
[5] في(الأصل):((حسي)).
[6] رسمها في(الأصل):((عصقب)).
[7] رسمها في(الأصل):((فقوله)).