التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة آل عمران

          ░░░3▒▒▒ (سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ)
          قوله: ({صِرٌّ}[آل عمران:117]: بَرْدٌ) أي شديد، وقيل: نار تلهب {أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}[آل عمران:117] بالكفر والمعاصي {فَأَهْلَكَتْهُ}.
          قوله: ({شَفَا}[آل عمران:103]: مِثْلُ شَفَا الرَّكِيَّةِ) _بتخفيف الكاف المكسورة_ هي البئر والشَّفا الحرف وهو الطَّرَف.
          قوله: ({رِبِّيُّونَ}[آل عمران:146]: جمعٌ، وَالوَاحِدُ رِبِّيٌّ) هذا / قول مجاهد وغيره. قال الحسن: هم العلماء.
          قوله: ({سَنَكْتُبُ}[آل عمران:181]: سَنَحْفَظُ) أي ما خالفه في صحائف الحفَظة، أو نثبته في علمنا كما نثبت المكتوب.
          قوله: ({نُزُلًا}[آل عمران:198]: ثَوَابًا) ويجوز مُنَزَّل مِن عند الله كقولك: أنزلته، وقُرِئ {نُزْلاً} بالسُّكون، وانتصب {نُزلاً} إمَّا على الحال مِن {جنَّات}، ويجوز أن يكون بمعنى مصدر مؤكِّد كأنَّه قال: رِزقاً أو عطاءً مِن الله.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {المُسَوَّمَةُ}[آل عمران:14] المُطَهَّمَةُ) قال الخليل: المتطهِّم التَّامُّ الخلق، وقال أبو عبيد: هو التامُّ كلُّ شيء فيه على حِدته فهو بارع الجمال. وقال يعقوب: هو الذي يَحْسُن كلُّ عضو منه على حِدته كالأنف والفم والعين. وقال ابن دريد: هو التامُّ الجمال، وكلُّه بمعنى.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ: النُّطْفَة تَخْرُجُ مَيِّتَةً، وَيُخْرِجُ مِنْهَا الحَيَّ) هذا أسندَه ابن جرير عنه وحكاه أيضاً عن ابن مسعود وجماعات، وعن عكرمة هي البيضة تخرج مِن الحيِّ وهي ميتة ثمَّ يخرج منها الفرخ الحيُّ. وعن ابْن مالك: النَّخل مِن النَّواة والنَّواة مِن النَّخلة، والحبَّة مِن السُّنبلة والسُّنبلة مِن الحبَّة. وقال الحسن: يُخرج المؤمن الحيِّ مِن الكافر الميت الفؤاد ويخرج الكافر مِن المؤمن، والأولى تأويل مَن قال: يُخرِج الإنْسان الحيَّ والأنْعام والبهائم مِن النُّطفة الميتة.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {حَصُورًا}[آل عمران:39]: لاَ يَأْتِي النِّسَاءَ) أسندَه عنه عبدٌ وعن جماعات بلفظ: لا يَغشى النساء. وهذا ليس مع العجز، فإنَّه نقص والأنبياء ╫ مُنزَّهون بل يمنع نفسه مِن الشَّهوة (1)، قالوا: والسَّيِّد الِّذي يغلب غَضَبَه. هذا تفسير قوله تعالى: {سَيِّدًا وَحَصُورًا}[آل عمران:39].
          قوله: (الإِبْكَارُ: أَوَّلُ الفَجْرِ، {وَالعَشِيُّ}[الأنعام:52]: مَيْلُ _أُرَاهُ_ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ) هو كما قال، وفي «الكشَّاف»: الإبكار مِن طلوع الشَّمس إلى وقت الضُّحى، وقُرِئ: والأبكار جمع بَكَر كسحر وأسحار، وقيل: المحكم ما لم يُنسَخ، والمتشابه ما نُسِخ، وقيل: المحكم آيات الحلال والحرام والمتشابه آيات الصِّفات والقدر، وقيل: المحكم آيات الأحكام والمتشابه الحروف المقطعة، ولا يبعد مَن قال: القرآن كلُّه محكمٌ لقوله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}[هود:1] أو كلُّه متشابه لقوله: {مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ}[الزمر:23] ولا حجَّة في ذلك، لأنَّ المراد أُحكِمت لفظاً ويشبه بعضه بعضاً.
          قوله: ({وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}[آل عمران:7] أي فإنَّهم يفسِّرون المُتشابه بما استأثر الله تعالى به على أنَّ الأولى الوقوف على قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ}[آل عمران:7] ومنهم مَن يقف عند قوله: {إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:7] ويبتدئ: / {وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}[آل عمران:7].
          وقال النَّووي: الأصحُّ أنَّ الرَّاسخين يعلمونه، وقد اتَّفق أصحابنا وغيرهم مِن المحقِّقين على أنَّه يستحيل أن يتكلَّم الله تعالى بما لا يفيد سبحانه. والأولى في: {الرَّاسخون} رفعُه بالابتداء و{يقولون} خبره، لاستحالة مساواة علمهم بالمتشابه لعلم الله تعالى، فإنَّه يعلمه مِن كلِّ وجه، ولأنَّ جميع الرَّاسخين يقولون: آمنا به والعالم بالمتشابه بعضهم (2). والله أعلم.


[1] كذا في الأصل.
[2] كذا في الأصل.