التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة النحل

          ░░░16▒▒▒ (سُورَةُ النَّحْلِ)
          قوله: ({فِي ضَيْقٍ}[النحل:127]: يُقَالُ: أَمْرٌ ضَيْقٌ وَضَيِّقٌ، مِثْلُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ) قال الفرَّاء: / الضِّيق ما ضاق عنه صدرك، والضِّيق ما يكون في الَّذي يتَّسع مثل الدَّار والثَّوب. أي: لا يضيق صدرك بمكرهم.
          قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِي تَقَلُّبِهِمْ}[النحل:46]: فِي اخْتِلاَفِهِمْ) أسندَه ابن جرير مِن حديث عليِّ بن أبي طلحة عنه، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَمِيدُ}[النحل:15]: تَكَفَّأُ) رواه ابن أبي حاتم مِن حديث ابْن أبي نَجيح عنه، قال ابن التين: (تَكَفَّأُ) ضبطه بعضهم بضمَّ التاء وتخفيف الفاء، وبعضهم بتخفيف التاء وتشديد الفاء بعدها همزة. قال السَّفاقسي: وهو أشبه، وقيل: (تَمِيدُ) تتحرَّك.
          قوله: ({مُفْرَطُونَ}[النحل:62]: مَنْسِيُّونَ) أي: مُتركون، وقال الحسن: يعجلون. والفارط السَّابق القوم إلى الماء، وهذا التَّفسير على قراءة مَن فتح الرَّاء، ومَن قرأ بكسر الرَّاء المشدَّدة فمعناه مبالغون في الإساءة.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[النحل:98]: هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ القِرَاءَةِ)، وقال الجمهور: هذا على الأصل ولكن فيه إضمار، أي: فإذا أردتَ القراءة، لأنَّ الفعل يوجد عند القصد والإرادة مِن غير فاصل فكان منه بسبب قوِّيٍّ وملابسة ظاهرة. ومنهم مَن أجرى الآية على ظاهرها فاستعاذ بعد القراءة كأبي هريرة، وعليه مِن الأئمَّة مالك ومِن القرَّاء حمزة.
          قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {حَفَدَةً}[النحل:72]: مَنْ وَلَدَ الرَّجُلُ) هذا أسنده ابن أبي حاتم مِن حديث سعيد بن جُبير ومجاهد عنه، وعن مجاهد: ولد الولد. وقال ابن مسعود: الأصْهار. وقال عكرمة: هو مَن تبعه مِن ولده، وقيل: هم بنو امرأة الرَّجل ليسوا منه. قال ابن قتيبة: الحفَدَة الخَدم والأعوان، أي: يقول: هم بنون وخدَم. وأصل الحفدة مداركة الخطو والإسْراع في المشي، وإنَّما يفعل هذا الخدم فقيل لهم حفَدة، واحدهم حافد، ككافر وكفرة.
          قوله: (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: السَّكَرُ مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا) وفي نسخة: <مِن شربها>.
          قوله: (وَالرِّزْقُ الحَسَنُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ) قال النَّحَّاس: هذه الرواية معناها الإخبار بأنَّهم يفعلون ذلك لا أنَّهم أُذن لهم فيه، قال: وَهي رواية ضعيفة لأنَّ راويها عمرو بْن سفيان.
          وقال ابن قتيبة: سُكراً، أي: خمراً، ونزل هذا قبل تحريم الخمر، يعني لأنَّ سورة النَّحل مكيَّة وتحريم الخمر كان بالمدينة، قال: وقال أبو عبيدة: (السَّكَرُ) الطَّعم، يُقال: هذا له سَكَر، أي: طعم. وأنكر عليه ابن قتيبة.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَدَقَةَ، {أَنْكَاثًا}[النحل:92]: هِيَ خَرْقَاءُ، كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ (1) غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ) وهي رَيْطَة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرَّة، وتُلقَّب جِعِرَّانَة. قال مقاتل: وهي قرشيَّة. وذكر السُّهيلي أنَّها سعد (2) بن زيد بن مناة، وجزم به ابن التين فقال: هي رَيْطَة بنت سعد كانت تغزل بمغزل كبير فإذا أبرمته وأتقنته أمرت جاريتها فنقضتُه.
          والأنكاث ما نُقض ليُغزَل ثانياً.
          قوله: ({إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ}[النحل:70]) هو أن يهرم حتى ينقص عقله وذلك أرذل العمر وأوضعه. / وقال السُّدي: أرذَله: الخرف. قال عكرمة: مَن قرأ القرآن لم يُردَّ إلى أرذل العُمر.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الأُمَّةُ مُعَلِّمُ الخَيْرِ) هذا أسندَه الحاكم مِن حديث مسروق عنه، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
          قوله: (وَالقَانِتُ المُطِيعُ) هذا مِن تتمَّة كلام ابن مسعود، وقد أخرجه كذلك ابن مَردويه في «تفسيره». وقال مجاهد: كان مؤمناً بالله وحدَه والنَّاس كلُّهم كفَّار.


[1] في الأصل:((إذ أبرمت)).
[2] كذا في الأصل، ولعل الصواب: بنت سعد.