التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة التكوير

          ░░░81▒▒▒ (سُورَةُ التَّكْوِيرِ)
          قوله: (وَقَالَ الحَسَنُ: {سُجِّرَتْ}[التكوير:6]: ذَهَبَ / مَاؤُهَا فَلاَ يَبْقَى لَهُ قَطْرَةٌ) هذا أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ عن أبي سعيدٍ الأشجِّ، عن إسماعيلَ بن عُليَّةَ، عن أبي رجاء، عنه.
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْمَسْجُورُ}[الطور:6]: الْمَمْلُوءُ) أي فهو مِن الأضداد: ({سُجِّرَتْ}[التكوير:16]: ذَهَبَ مَاؤُهَا) وسُجِّرَتْ مُلِئت (1).
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) هو مقاتل والضَّحَّاك والثَّعلبي حكاه عن مجاهد: (أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَجُعِلَتْ بَحْرًا (2) وَاحِدًا)
          قوله: (وَالخُنَّسُ) أي في قوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ} أي {الْكُنَّسِ}[التكوير:15-16] تخنُسُ (3) في مجراها: ترجع، وتكنُسُ: تستتر كما تكنُسُ الظِّباء. المراد بالخُنَّسِ الكواكبُ السَّبْعَةُ السَّيَّارَةُ.
          قوله: (وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ) أي في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ}[التكوير:24] فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، وقُرِئ بالضَّاد أيضًا.
          و(يَضَنُّ) بالفتح والكسر أي يبخَلُ به، وفسَّرَهُ به ليُعْلَمَ أنَّه فَعيلٌ بمعنى الفَاعل.
          قوله: (وَقَرأ عُمَرُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}[التكوير:7]) أي قرأ عمر بن الخطاب أمير المؤمنين {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (أَي يُزَوَّجُ كُلُّ امْرِئٍ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}[الصافات:22]) أخرجه عبدٌ عن أبي نُعيم، عن سفيان، عن سِماك، عن النُّعمان بن بشير، عنه. وفي لفظٍ: ((الفاجرُ مع الفاجرة والصالحُ مع الصالحة)). وقال عكرمةُ: يُحشر الزَّاني مع الزَّانيةِ والمحسنُ مع المحسنةِ.
          قوله: ({عَسْعَسَ}[التكوير:17]: أَدْبَرَ) قاله ابنُ عباس وغيرُهُ، وقيل: أقبلَ، ويُرَجَّحُ الأوَّلُ بقوله بَعْدَهُ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}[التكوير:17] فكأنَّهما حالان متَّصلان (4)، وقال الخليل والمبرِّدُ: أقسَمَ بإقباله وإدباره معًا، وهو قول مجاهد، وقال الحسن: {عَسْعَسَ} أقبَلَ بظلامِهِ، وعنه: إذا غَشِيَ النَّاسَ.


[1] في(الأصل):((قلبت)).
[2] في(الأصل):((تجرا)).
[3] في(الأصل):((تخنسي)).
[4] في(الأصل):((متصلبان)).