التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

{والفجر}

          ░░░89▒▒▒ (بابٌ)
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالوَتْرُ: اللَّهُ) أي كلُّ مخلوقٍ شَفْعٌ، وَالوَتْرُ هو الخالِقُ، قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}[الذاريات:49]. إنْ قلتَ: السَّماءُ سبعٌ وهي وِترٌ، قلتُ: معناه السَّماءُ شَفْعٌ للأرْضِ كالحارِّ والبارِدِ، والذَّكرِ والأنثى.
          قوله: ({أَكْلًا لَمًّا}[الفجر:19]: السَّفُّ) في الشِّرب، والسَّفُّ بسينٍ مهملةٍ، قال أبو زيد: سفَفْتُ الدَّواء أسُفُّه سفًّا إذا أكثرتُ مِن شربه مِن غيرِ أن يَروي، ويُروَى ((أشُفُّ)) بالشين المعجمة يريد الإكثارَ مِن الأكلِ أو الأكلُ الشَّديد، وإنَّما استُعمِلَ الشَّفُّ في الشُّرب، وفي حديث أمَّ زرع: ((وإن شرِبَ اشتَفَّ)).
          قوله: ({إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ}[الفجر:7] وَالعِمَادُ: أَهْلُ عَمُودٍ لاَ يُقِيمُونَ) ثمَّ قيل: ذاتُ العماد مدينةٌ بناها إرَم في بعض صحارى عدن في ثلاثمئة سنة صفة الجنَّة، وساقَ إليها بجنوده فَقَبْلَ وصولهم إليها بيومٍ وليلة جاءتهم صيحةٌ مِن السَّماء فهلكوا، وقيل: هي مدينة الإسكندرية، وقيل: هي مدينة دمشق، يقال: وُجد فيها أربعمئةُ ألفٍ وأربعون ألفَ عامود.
          قوله: (وَقَالَ الحَسَنُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}[الفجر:27]: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَهَا اطْمَأَنَّتْ إِلَى اللَّهِ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ وَ♦، فَأَمَرَ بِقَبْضِ رُوحِهَا، فَأَدْخَلَهَا اللَّهُ الجَنَّةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ) أخرجه ابن أبي حاتم مِن حديث حفصٍ عنه.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {جَابُوا}[الفجر:9]: نَقَبُوا، مِنْ جِيبَ القَمِيصُ: قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ، يَجُوبُ (1) الفَلاَةَ يَقْطَعُهَا) لعلَّه أراد بغيره قتادة، رواه عبدُ بن حُميد عن يونس، عن شيبان، عنه، أي نَقَبُوا (2) الصَّخر، وقال مجاهد: خرقوا الجبال فجعلوا فيها بيوتًا.


[1] في(الأصل):((جابوا لقبوا من حيث القميص قطع له حنت يجوز)).
[2] في(الأصل):((لقبوا)).