التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة الزمر

          ░░░39▒▒▒ (سورة الزمر)
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ}[الزمر:24] يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ) هو بالجيم، وعند الأَصِيلي: <يخِرُّ> بالخاء المعجمة، والأوَّل هو الوجه. وقول مجاهد هذا وقوله: ({غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}[الزمر:28] لَبْسٍ) أخرجه عبد بن حُميد عن رَوح عن شِبل عن ابن أبي نَجيح عنه، ورواه الطَّبري مِن حديث ابن أبي نَجيح عنه أيضًا، قال: وقال آخرون: هو أن يُنطلق به إلى النَّار مكتوفًا، ثمَّ يُرمى به فيها، فأوَّل ما تمسُّ النَّار وجهه، وفي الكلام حَذف، والمعنى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} كمَن يدخل الجنة؟ وكذلك قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[فصلت:40]. وقيل: يُلقى في النَّار مغلولَا فلا يقدر أن يتَّقي النَّار إلَّا بوجهه، وهو نحو ما قبله.
          قوله: ({مُتَشَاكِسُونَ}[الزمر:29]) الشَّكِس بفتح الشين المعجمة، وكسر الكاف وإسكانها، قاله السَّفاقُسِي.
          قوله: (الشَّكِسُ: الرَّجُلُ العَسِرُ لاَ يَرْضَى بِالإِنْصَافِ) هذا قول عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم فيما أسنده الطَّبري (1) عنه، وعن قتادة أنَّه: المشرك يتنازعه الشَّيطان؛ يُقال: رجل شَكس _بفتح الكاف وإسكانها_ صعب (2) الخُلُق، وقوم شُكْس بالضمِّ؛ وقيل: بالفتح وكسر الكاف، وبالكسر (3) والإسكان (4) جميعًا: السيِّئ الخُلُق.
          قوله: ({اشْمَأَزَّتْ}[الزمر:45] نَفَرَتْ) أسندَه الطَّبري عن السُّدِّي، وعن مجاهد: انقبضت (5). قال: وذلك يوم قرأ عليهم النَّجم عند باب الكعبة (6).
          قوله (7): ({حَافِّينَ}[الزمر:75]) أي في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}[الزمر:75]. (أَطَافُوا بِهِ، مُطِيفِينَ بِحِفَافَيْهِ) أي بكسر الحاء، وقوله: (بِحِفَافَيْهِ، بِجَوَانِبِهِ) هكذا، ورُوي ((بجانبيه)) وهو الوجه.


[1] في الأصل :((الطبراني))، والتصويب من «التوضيح» لابن الملقن، و«العمدة» للعيني، واللفظ في «تفسير الطبري» من طريق ابن وهب عن ابن زيد قال: أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيئ الخلق ..الخ.بألفاظ أخرى وأطول.
[2] في الأصل:((ضعيف الخلق))، والتصويب من «التوضيح» لابن الملقن، و«العمدة» للعيني، وكتب اللغة.
[3] كذا في الأصل، وهو عين ما في «التوضيح» لابن الملقن، وابن الملقن ينقل عن «الباهر» لابن عُديس القضاعي، وكتابه في المثلث لغة، غير مطبوع، ثم الظاهر أنهم يريدون: بالكسر هنا كسر الشين، وبالإسكان إسكان الكاف، لكن لم أجد من ذكر كسر الشين في كتب اللغة، وكلامهم حول حركة الكاف وإسكانها فقط، فيظهر لي أن الصواب: وقيل: بالفتح وبالكسر والإسكان جميعًا، أي أن الضبط حول الكاف فقط، والكسر مكرر سهواً، والله تعالى أعلم بالصواب، وهو يهدي إليه.
[4] في الأصل هنا بين لفظة((الاسكان))، ولفظة((جميعًا)) تكرير لقول سابق، وهو قوله:(الشيطان، يقال: رجل شكس بفتح الكاف وإسكانها قوله:(حافين)).).والتصويب من «التوضيح» لابن الملقن.
[5] في الأصل:((فقبضت)).
[6] قوله:((الكعبة)) ليس في الأصل.وهو من «التوضيح» لابن الملقن، وهو كذلك في «تفسير الطبري».
[7] قوله:((قوله)) ليس في الأصل.