التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

سورة الفتح

          ░░░48▒▒▒ (سورة الفتح)
          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}[الفتح:29] السَّحَنَةُ) (1) هذا أخرجه إسماعيل القاضي مسندًا عن شعبة عن الحكم عنه، و(السَّحنَةُ) الهيئة، و(عَنْ مُجَاهِدٍ) أنَّها (التَّوَاضُعُ) ورواه ابن أبي حاتم مِن طريق حُميد بن قيس عنه بزيادة: الخشوع والتَّواضع، ومِن طريق منصور عنه: الخشوع. ورواه أيضًا عبد عن منصور عنه: الخُشوع، وعن عِكرمة: هو أثرٌ (2) التراب، وعن الحسن: هو بياض في وجوهم يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير: هو بلل الوضوء وأثر الأرْض، وقيل: نور مِن كثرة الصَّلاة، وقال مقاتل: السَّمت الحسن والهدي.
          قوله: (وَ{دَائِرَةُ السِّوءِ}[الفتح:6] العَذَاب) أي والهَلاك والدَّمار، وقُرئ {السَّوءِ} بفتح (3) السين (4) أيضًا.
          قوله: ({تُعَزِّرُوهُ}[الفتح:9] تَنْصُرُوهُ) قال عِكرمة: تقاتلون معه بالسيف، وقُرئ ▬تُعَزِّزوهُ↨ بالزايين.
          قوله: ({سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}[الفتح:29]) قال ابن عباس: يسهرون باللَّيل فيصبحون مصفرَّةً وجوههم لسهرهم وصلاة اللَّيل. وقال عطاء: استنارتْ وجوههم مِن كثرة ما صلُّوا.
          قوله: (السَّحْنَةُ) السَّجْدة، أمَّا (السِّحْنَةُ) فبكسر السين وسكون الحاء المهملة، كذا قيَّده أبو ذرٍّ، وقيَّده الأَصِيْلي وابن السَّكن بفتح السين والحاء معًا، قال القاضي: وهو الصواب عند أهل اللُّغة، وهو لِين البشرة والنِّعمة في المنظر، وقيل: الهيئة، وقيل: الحال (5). قال: وعند القابسي وعَبْدُوس في تفسير: <{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}[الفتح:29] السَّجْدَة> يريد: أثرها في الوجه، وهو السِّيما، وعند النَّسَّفي: <السِّحة> (6). قال الزَّرْكشي: وجوَّز الْعُكْبَرِيُّ فتح السِّين والحاء، وفتح السِّين وإسكان الحاء، وفسَّرها باللَّون في الوجه.


[1] في الأصل:((السحة)) أو((السنحة)) غير منقوطة, وسقطت النون من بعد الحاء.
[2] في الأصل:((ابن))!
[3] كذا في الأصل, ولعلها:((بضم)) لأن ما قبلها بالفتح.
[4] كذا في الأصل، وكأن قراءة زمانهم هي قراءة أبي عمرو البصري بالضم، ومثله ابن كثير الدمشقي، أما الباقون فقراءتهم بالضم.
[5] في الأصل:((الحبال))، وأثبتها كما في «المشارق» للقاضي، و«التنقيح» للزركشي.
[6] في الأصل:((السحنة))، بِسِنٍّ بعد الحاء، وهي في «المشارق» للقاضي: السبحة، وفي «التنقيح» للزركشي: السنحة، وفي «الفتح» لابن حجر: المسحة، فقد اتفقوا على أنها عند النسفي بدون سِنٍّ بعد الحاء، وليس كما يظهر من رسمها في الأصل هنا، والله تعالى أعلم.