شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل

          ░68▒ باب: اسْتِعْمَالِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَلْبَانِهَا لأبْنَاءِ السَّبِيلِ.
          فيه: أَنَس: (أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ)(1) الحديثَ. [خ¦1501]
          قال المؤلِّف(2): غرضه في هذا الباب _والله أعلم_ إثبات وضع الصَّدقات في صنفٍ واحدٍ ممَّن ذُكر في آية الصَّدقة خلافًا للشَّافعيِّ الَّذي لا يجوز عنده قسمة الصَّدقات إلَّا على ثمانية أسهم، والحجَّة بهذا الحديث قاطعة لأنَّ النَّبيَّ صلعم أفرد أبناء السَّبيل بالانتفاع بإبل الصَّدقة وألبانها دون غيرهم، وقد تقدَّم هذا المعنى، قال(3) صاحب «العين»: اجتوت(4) الأرض إذا لم توافقك.
          وقال الطَّبريُّ(5): افتعلت من الجوى، والجوى أصله فساد يكون في الجوف يُقال منه: قد جوي الرَّجل يجوي جوًى شديدًا، فلذلك كره العرنيُّون المدينة لمَّا أصابهم من الدَّاء في أجوافهم.
          وقال ابن قتيبة: اجتويت البلاد، إذا كرهتها وإن كانت موافقة لك في بدنك استوبأتها(6) إذا لم توافقك في بدنك، وإن أحببتها، وقول صاحب «العين» أشبه بهذا(7) الحديث، وسيأتي ما فيه من غريب اللُّغة(8).


[1] زاد في (م): ((فشربوا من أبوالها وألبانها فقتلوا الراعي واستاقوا الإبل)).
[2] قوله: ((قال المؤلف)) ليس في (م).
[3] في (م): ((وقال)).
[4] في (م): ((اجتويت)).
[5] زاد في (م): ((هو)).
[6] في (م): ((واستوبأتها)).
[7] في (م): ((بمعنى)).
[8] زاد في (م): ((بعد هذا إن شاء الله)).