شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الصدقة باليمين

          ░16▒ باب: الصَّدَقَةِ بِالْيَمِينِ.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ(1) النَّبيُّ ◙: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ(2)... وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ) الحديثَ. [خ¦1423]
          لمَّا كانت اليمين أفضل من الشِّمال، وكانت الصَّدقة يُراد بها وجه الله، استُحبَّ فيها أن تُناول(3) بأشرف الأعضاء وأفضل الجوارح. وقد تقدَّم في باب صدقة السِّرِّ أنَّ إخفاء النَّوافل والسِّتر(4) بها أفضل عند الله من إظهارها، بخلاف الفرائض(5). [خ¦24/14-2236]


[1] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[2] قوله: ((يوم لا ظل إلا ظله)) ليس في (م).
[3] في (م): ((تتناول)).
[4] في (م): ((والاستتار)).
[5] زاد في (ز) قوله: ((قال عبد الواحد: وقوله ◙: (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) مثل ضربه بالاستتار بالصدقة لقرب الشمال من اليمين، وإنما أراد بذلك أن لو قدر ألا يعلم من يكون عن شماله من الناس ما تصدق به يمينه لشدة استتاره، وهذا على المجاز كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]؛ لأن الشمال لا توصف بالعلم، وبالله التوفيق)) وسبق بمعناه وغالب لفظه في شرحه لباب صدقة السر دون أن ينسبه إلى عبد الواحد.