شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: على كل مسلم صدقة فمن لم يجد فليعمل بالمعروف

          ░30▒ باب عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ.(1)
          فيه: أَبُو موسى قال(2): قَالَ النَّبيُّ صلعم: (على كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللهِ(3)، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ(4) عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا(5) صَدَقَةٌ). [خ¦1445]
          محمل هذا الحديث عند الفقهاء على الحضِّ والنَّدب على(6) الصَّدقة، وأفعال الخير(7) كلِّها، وهو مثل قوله ◙: ((عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ))، أي(8) أنَّهم مندوبون إلى ذلك، فإن قيل: كيف يكون إمساكه عن الشَّرِّ صدقة؟ قيل: إذا أمسك شرَّه عن غيره فكأنَّه قد تصدَّق عليه بالسَّلامة منه، وإن(9) كان شرًّا لا يعدو نفسه فقد تصدَّق(10) على نفسه بأن منعها من الإثم.


[1] قوله: ((فليعمل بالمعروف)) ليس في (م).
[2] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[3] في (م): ((قالوا يا نبي الله)).
[4] في (م) صورتها: ((ولا يمسك)).
[5] زاد في (م): ((له)).
[6] في (م): ((إلى)).
[7] في (م): ((البر)).
[8] في (ز) و(ص): ((أو)) والمثبت من (م).
[9] في (ص): ((فإن)).
[10] في (م) صورتها: ((الصدق)).