شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المنان بما أعطى

          ░19▒ بَاب: المنَّان بِمَا أَعْطَى. لِقَوْلِهِ تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ(1) ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى}الآية[البقرة:262]
          ذكر أهل التَّفسير أنَّ هذه الآية نزلت في الَّذي يعطي ماله المجاهدين في سبيل الله معونةً لهم على جهادِ العدوِّ ثمَّ يمنُّ عليهم بأنَّه قد صنع إليهم معروفًا إمَّا بلسانٍ أو بفعلٍ، والأذى أن يقولَ: إنَّهم لم(2) يقوموا بالواجب عليهم في الجهاد. وشبه(3) ذلك من القول، ومن أخرج شيئًا لله لم ينبغ(4) أن يمنَّ به على أحدٍ لأنَّ ثوابه(5) على الله تعالى.
          وروى أبو ذرٍّ عن النَّبيِّ ◙ أنَّه قالَ: ((ثَلاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ: المنَّانُ الَّذِي لَا يُعطِي شَيئًا إلَّا مَنَّهُ، والمُنْفِقُ(6) سِلعَتَهُ بِالحَلفِ، والمُسبِلُ إِزَارَهُ)). ذكره مسلم من حديث سفيان عن الأعمش عن سليمان بن مُسْهِر، عن خَرَشَة(7) بن الحُرِّ، عن أبي ذرٍّ.


[1] قوله: ((في سبيل الله)) ليس في (ز) و(ص).
[2] في (ز) و(ص): ((لن)) والمثبت من (م).
[3] في (م): ((وما أشبه)).
[4] في (م): ((ينبغي)).
[5] في (م): ((ثواب ذلك)).
[6] في (م): ((والمنفقة)).
[7] في (م): ((خراشة)).