شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب لا يقبل الله صدقةً من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب

          ░7▒ باب: لا تُقْبَلُ(1) صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ. وَلا تُقْبَلُ إِلَّا مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ. لِقَوْلِهِ تعالى:{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى}الآية[البقرة:263].
          استدلال البخاري بهذه الآية صحيحٌ وذلك أنَّه(2) لمَّا كان حِرمَانُ السَّائلِ والقولُ المعروفُ والاستغفارُ له(3) خيرًا من صدقةٍ يتبعها أذًى صحَّ وثبت أنَّ الصَّدقة إذا كانت من غلولٍ أنَّها غير متقبَّلة لأنَّ الأذى للمسلمين في الغلول(4) أشدُّ عند الله من أذى المتصدَّق عليه وَحدَه.
          قال عبد الواحد: كان(5) ينبغي للبخاريِّ أن يُخرِجَ في هذا الباب قوله تعالى:{أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ}[البقرة:267]فهو أليقُ بالتَّرجمةِ، والحديثُ الَّذي خرَّجَهُ(6) في البابِ بعد هذا هوَ(7) قوله ◙: ((مَنْ تَصَدَّق بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسبٍ طَيِّبٍ)) يصلح فيه.


[1] في (م): ((لا يقبل الله ╡)). وقوله: ((وَلا تُقْبَلُ إِلا مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ)) ليس فيها.
[2] في (م): ((إن قيل ما وجه استدلال البخاري بهذه الآية في هذا الباب، قيل: وجه ذلك أنه)).
[3] قوله: ((له)) ليس في (م).
[4] في (م): ((الأذى في الغلول للمسلمين)).
[5] في (م): ((وحده وكان ينبغي للبخاري)).
[6] في (م): ((أخرجه)).
[7] في (م): ((بعده وهو)).