الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ذكر شرار الموتى

          ░98▒ (بَابُ ذِكْرِ شِرَارِ الْمَوْتَى): أي: جواز ذكرهم بالشَّرِّ الذي أعلنوهُ كالكُفْر والفسق، فليس خاصًّا بالكفار كما قد يظنُّ من حديث البابِ إما لقياس غيرهم عليهم، أو لأحاديثَ أُخر، وقيل: إنه خاصٌّ بهم، والمطابقةُ حينئذٍ ظاهرة.
          وعبارةُ ابن بطَّال: ذكرُ شرار الموتى من أهل الشِّرك خاصَّةً جائز؛ لأنه لا شكَّ أنهم مقطوعٌ عليهم بالخلود في النار، فذكر شرارهِم أيسرُ من حالهم التي صاروا إليها، مع أنَّ في الإعلان بقبيحِ أفعالهِم تقبيحاً لأحوالهم وذمًّا لهم لينتهيَ الأحياءُ عن مثلِ أفعالهم ويحذروها، جنَّبنا الله أفعال الكُفَّار، وأجارنا من النار.