الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الميت يسمع خفق النعال

          ░67▒ (بَابٌ): بالتنوين وعدمه، وإن اقتصروا على الأول، فافهم (الْمَيِّتُ يَسْمَعُ): بفتح الميم والتحتية أوله (خَفْقَ النِّعَالِ): خَفْق: بفتح الخاء المعجمة وسكون الفاء وبالقاف، ونِعال _بكسر النون_ جمع: نَعل _بفتحها_ معروف؛ أي: يسمع صوتَ نعال الذين ينصرفون عن قبره، أو يتردَّدون عندهُ على الأرض.
          وعبَّرَ بخَفْق مع أن حديث الباب ((قرعَ نعالهم)): إمَّا لأنه بمعناه، أو إشارةً كما في ((الفتح)) إلى ما وردَ في بعض طُرقه مما رواه أحمدُ وأبو داود عن البراء بن عازب في أثناء حديثٍ طويلٍ: ((وإنَّه ليسمَعُ خفْقَ نِعَالهم))، ورواه ابن حبَّان والبزار عن أبي هريرة مختصراً بلفظ: ((إن الميِّتَ ليسمَعُ خفْقَ نِعَالهم إذا ولُّوا مُدبِرين)).
          تنبيه: قال في ((الفتح)): قال الزَّين ابن المنير: جرَّد المصنف ما ضمَّنهُ هذه الترجمة ليجعلهُ أول آداب الدَّفنِ من إلزام الوَقار واجتناب اللَّغَط، وقرعِ الأرض بشدَّةِ الوطْءِ عليها، كما يلزمُ ذلك مع الحيِّ النائم، وكأنَّه اقتطعَ ما هو من سماعِ الآدميين عن سماعِ ما هو من الملائكة، انتهى.