الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب اتباع النساء الجنائز

          ░29▒ (بَابُ اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ): أي: حكم اتِّباعهنَّ، بالجمع، ولأبي ذرٍّ: <الجنازة> بالإفراد، قال الزَّين ابن المنير: فصل المصنفُ بين هذه الترجمة وبين فضل اتباع الجنائز بتراجمَ كثيرة يشعرُ بالتفرقةِ بين النساء والرجال، وأن الفضلَ الثابت في ذلك مختصٌّ بالرجالِ دون النساء؛ / لأنَّ النَّهي يقتضِي التَّحريم أو الكراهة، والفضلُ يدلُّ على الاستحباب.
          وأقول: لا دخلَ لكثرة الفصلِ بين هاتين التَّرجمتين ولا لقلَّتهِ في الإشعار بالتَّفرقةِ بين النساء والرجال، فافهم.
          وأطلق المصنِّفُ الحكم لما يتطرَّقُ إليه من الاحتمال، ومن ثمَّ اختلف العلماءُ في ذلك، ولا يخفَى أن محل النِّزاعِ حين تؤمن المفسدةُ، وإلا فلا خلافَ في الحرمة.