الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن

          ░40▒ (بَابُ مَنْ جَلَسَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ): أي: عند نزولها به، وجملة: (يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ): حالية وفعلها مبني للمفعول، وضمير ((فيه)) عائد لـ((من))، ويحتمل عوده لمصدر ((جلس)).
          ولم يفصح المصنف بحكمِ هذه المسألة ولا التي بعدها؛ لأنه يفهمُ من فعله وتقريره
           / الجواز، وفعله في حقه في تلك الحالة أولى.
          وقال الزين ابن المنير: موقعُ هذه الترجمة من الفقه: أن الاعتدال في الأحوال هو المسلكُ الأقوم، فمن أصيب بمصيبةٍ عظيمة لا يُفرِط في الحزن حتى يقعَ في نحو اللَّطمِ المحذور، ولا يفرِطُ في التجلُّدِ حتى يفضي إلى القسوة والاستخفاف بقدرِ المصاب، فيقتدي به عليه السلام في تلك الحالةِ بأن يجلس المصابُ جلسةً خفيفة بوقارٍ وسكينةٍ يظهرُ عليه مخائل الحزن ويؤذِنُ بأن المصيبة عظيمةٌ.