الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول الرجل للمرأة عند القبر: اصبري

          ░7▒ (بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ): عجوزاً كانت أو شابَّةً (عِنْدَ الْقَبْرِ): حال من المرأة (اصْبِرِي): أي: لقضاءِ الله ╡ ولا تجزعِي.
          قال الزَّين بن المنير: عبَّر بالرجل ليبيِّن أن ذلك القول لا يختصُّ بالنَّبي، وعبَّر بالقول دون الموعظةِ ونحوها؛ لأن ذلك الأمر يصدقُ على القدر المشتركِ من الوعظِ وغيره، واقتصرَ المصنِّفُ على الصَّبر دون التَّقوى؛ لأنَّه المتيسِّرُ حينئذٍ المناسب لما هي فيه.
          قال: وموضع الترجمة: جوازُ مخاطبة الرِّجالِ النِّساءَ في مثل ذلك مما هو أمرٌ بمعروفٍ أو نهيٌ عن منكرٍ، أو موعظةٌ أو تعزيةٌ، وأن ذلك لا يختصُّ بعجوزٍ أو شابَّةٍ لما يترتَّب عليه من المصالح.
          وقال في ((الفتح)): ومناسبةُ هذه الترجمة لما قبلها: ما بينهما من مخاطبةِ الرَّجلِ المرأةَ بالموعظة؛ لأن في الأول جواز مخاطبتها بما يرغبُها في الأجرِ إذا احتسبَتْ مُصِيبتَها، وفي هذا مخاطبَتُها بما يرهبُها من الإثمِ لما تضمَّنه الحديثُ من الإشارةِ إلى أن عدمَ الصَّبرِ يُنافي التَّقوى.