الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الصفوف على الجنازة

          ░54▒ (بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الْجِنَازَةِ): قال الزَّين ابن المنير ما حاصلهُ: أعادَ الترجمة؛ لأنَّ الأولى لم يجزم فيها بالزيادة على الصَّفَّين.
          وقال الدَّمامِيني: هذه الترجمةُ على أصلِ الصُّفوف، والترجمة المتقدِّمة على عددِهَا، انتهى.
          وأقول: على هذا كان الأولى تقديم التَّرجمة الثانية على الأولى، فافهم.
          وقال في ((الفتح)) نقلاً عن ابن بطال: أومأ المصنِّف إلى الرَّدِّ على عطاءٍ حيث ذهبَ إلى أنه لا يشرع فيها تسويةُ الصفوف، كما رواه عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: قلتُ لعطاءٍ: أحُقَّ على الناس أن يُسوُّوا صُفوفهم على الجنائز كما يسوونها في الصَّلاة؟ قال: لا، إنما يكبِّرون ويستغفرون، انتهى.
          وأقول: قول عطاء في تسويةِ الصفوف، وكلامُ البخاريِّ في أصل الصفوف، إلا أن يجعل على حذف مضاف.
          ثم قال في ((الفتح)): وأشار المصنِّف بصيغةِ الجمع إلى ما وردَ في استحباب ثلاثة صفوفٍ، انتهى.
          وأقول: قدَّمنا الكلام على ذلك مستوفًى في الباب قبله.