نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم

          6199- (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ) هشام بنُ عبد الملك الطَّيالسي، قال: (حَدَّثَنَا زَائِدَةُ) هو: ابنُ قُدامة (أَخْبَرَنَا زِيَادُ) بكسر الزاي (ابْنُ عِلاَقَةَ) بكسر العين المهملة وتخفيف اللام، كذا ضبطه العينيُّ، وضبطه القسطلاني بفتح العين وبالقاف، الثَّعلبي، قال: (سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ) الثَّقفي شهد الحديبية، وولي الكوفة غير مرَّة ☺ (قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ) ابن النَّبي صلعم سنة عشر، كما جزم به الواقدي، / وقال: يوم الثَّلاثاء لعشرٍ خلون من شهر ربيع الأول، كذا أورده مختصراً، وقد تقدَّم في ((الكسوف)) بهذا الإسناد مطولاً [خ¦1043]، ومن وجهٍ آخر عن زياد بن علاقة مطولاً أيضاً [خ¦1060]، ومطابقته للتَّرجمة تؤخذ من قوله: ((إبراهيم)).
          (رَوَاهُ) أي: روى هذا الحديث (أَبُو بَكْرَةَ) نُفَيع الثَّقفي (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) يشير إلى ما أخرجه موصولاً في ((الكسوف)) [خ¦1040] ومعلقاً.
          قال الحافظُ العسقلاني: لم أرَ في شيءٍ من طرق حديث أبي بكرة التَّصريح بأنَّ ذلك كان يوم مات إبراهيم، إلَّا في رواية أسندها في باب ((كسوف القمر)) [خ¦1063] مع أنَّ مجموع الأحاديث يدلُّ على ذلك، كما قاله البيهقي.
          قال ابن بطَّال: في هذه الأحاديث: جواز التَّسمية بأسماء الأنبياء ‰، وقد ثبتَ عن سعيد بن المسيَّب أنَّه قال: ((أحبُّ الأسماء إلى الله أسماء الأنبياء))، وإنَّما كرهَ عمر ☺ ذلك لئلَّا يَسُبَّ أحد المسمَّى بذلك فأرادَ تعظيم الاسم لئلَّا يبتذل في ذلك وهو قصدٌ حسنٌ، قال: ويقال: إنَّ طلحة قال للزُّبير: أسماء بنيَّ أسماءُ الأنبياء، وأسماءُ بنيكَ أسماء الشُّهداء، فقال: أنا أرجو أن يكون بنيّ شهداء، وأنت لا ترجو أن يكون بنوك أنبياء، فأشار إلى أنَّ الَّذي فعله أولى من الَّذي فعله طلحة.