نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال

          ░73▒ (بابُ مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ) بتشديد الفاء؛ أي: دعاه كافراً، ونسبه إلى الكفر، وفي رواية أبي ذرٍّ: <أَكْفَر> من الإفعال (بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ) يعني في تكفيرهِ، قيَّد به؛ لأنَّه إذا تأول في تكفيرهِ يكون معذوراً غير آثم، ولذلك عذرَ النَّبي صلعم عمر ☺ في نسبهِ النِّفاق إلى حاطب بن أبي بلتعة لتأويله، وذلك أنَّ عمر بن الخطَّاب ☺ ظنَّ أنَّه صار منافقاً، بسبب أنَّه كاتب المشركين كتاباً فيه بيان أحوال النَّبي صلعم [خ¦4890].
          (فَهْوَ) أي: الذي أَكْفَر (كَمَا قَالَ) لأخيه جواب كلمة ((من)) المتضمِّنة لمعنى الشَّرط؛ يعني: أن الذي قاله يرجعُ عليه، ويكون أكفر نفسه؛ لأنَّ الذي أكفرهُ صحيحُ الإيمان، ولم يتأوَّل فيه بشيءٍ يخرجه من الإيمان، فظهر أنَّه أراد ذمَّه له بالكفر، فقد أكفرَ نفسه.