نجاح القاري لصحيح البخاري

باب التبسم والضحك

          ░68▒ (بابُ) إباحة (التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ) التَّبسُّم: ظهور الأسنان عند التَّعجب بلا صوتٍ وإن كان مع الصَّوت فهو إمَّا بحيث يُسمِعُ جيرانه أم لا، فإن كان فهو القهقهة، وإلَّا فالضَّحك. وقال أصحابنا الحنفيَّة: الضَّحك: أن يسمع نفسه فقط، والقهقهةُ أن يسمع غيره، والتَّبسُّم لا يَسمع هو ولا غيره، فالضَّحك يفسد الصَّلاة لا الوضوء، والقهقهةُ تفسد الصَّلاة والوضوء جميعاً، والتَّبسُّم لا يفسدهما.
          ويقال: التَّبسُّم في اللُّغة مبادئ الضَّحك، والضَّحك انبساط الوجه حتَّى يظهر الأسنان من السُّرور، فإن كان / بصوتٍ بحيث يسمع مَنْ بَعُدَ فهو القهقهة، وإلَّا فالضَّحك وإن كان بلا صوتٍ فهو التَّبسم.
          (وَقَالَتْ فَاطِمَةُ) الزَّهراء ♦ (أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلعم ) أي: في مرض موته إنِّي أوَّل أهله لحوقاً به (فَضَحِكَ) وهذا طرفٌ من حديثٍ سبق في «الوفاة النَّبويَّة» [خ¦3623] (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ : (إِنَّ اللَّهَ) ╡ (هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) أي: خلق في الإنسان الضَّحك والبكاء؛ لأنَّه لا مؤثِّر في الوجود إلَّا الله، كما هو مذهبُ الأشاعرة، وهذا طرفٌ من حديثٍ لابن عبَّاس ☻ تقدَّم في «الجنائز» [خ¦1288]، وأشار فيه ابن عبَّاسٍ بجواز البكاء بغير نياحةٍ، وقال تعالى في سورة النجم: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43].