نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: لم يكن النبي فاحشًا ولا متفحشًا

          ░38▒ (بابٌ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلعم فَاحِشاً ولا متفاحشاً) كذا في رواية الأكثر، وفي رواية الكشميهنيِّ: <ولا متفحِّشاً> بالتشديد، كما في لفظ حديث عبد الله بن عمرو في الباب [خ¦6029]. والفُحش: كلُّ ما خرج عن مقداره حتَّى يُستقبح، ويدخل في القول والفعل والصِّفة، يقال: فلانٌ طويلٌ فاحشُ الطُّول إذا أفرطَ في طوله، لكن استعماله في القول أكثر.
          والمتفحِّش _بالتشديد_ الَّذي يتعمَّد ذلك ويُكثر منه ويتكلَّفه فإنَّ هذا الباب فيه التكلُّف؛ يعني: ليس فيه صلعم ذلك أصلاً لا بالطبع وبالذَّات، ولا بالتَّكلُّف وبالعرض. حاصله: لم يكن صلعم متكلِّماً بالقبيح أصلاً.
          وقال الدَّاوديُّ: الفاحش: الذي يقول الفُحش، والمتفحِّش الَّذي يستعمل الفحش ليُضحك النَّاس، وقال الطَّبري: الفاحش: بذيء اللِّسان.