نجاح القاري لصحيح البخاري

باب طيب الكلام

          ░34▒ (بابُ: طِيبِ الْكَلاَمِ) أي: بيانُ ما يحصل من الخير بالكلام الطَّيب، وأصل الطَّيِّب: ما تستلذُّه الحواس، ويختلف باختلاف متعلِّقه. قال ابن بطَّال: طِيْبُ الكلامِ من جليل عمل البرِّ؛ لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الاية [المؤمنون:96]، والدَّفع قد يكون بالقول، كما يكون بالفعل (وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم : الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ) هو طرفٌ من حديث أورده المصنِّف موصولاً في «كتاب الصُّلح» [خ¦2707]، وفي «كتاب الجهاد» [خ¦2891]، ومضى الكلام فيه في «باب من أخذ بالرِّكاب» [خ¦2989].
          وقال ابن بطَّال: وجه كون الكلمة الطَّيبة صدقة، أنَّ إعطاء المال يَفْرحُ به قلب الَّذي يعطاه، ويذهبُ ما في قلبه، وكذلك الكلام الطَّيب، فاشتبها من هذه الحيثيَّة.