نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: أحب الأسماء إلى الله عز وجل

          ░105▒ (بابُ أَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ ╡) قال الحافظُ العسقلاني: ورد بهذا اللَّفظ حديث أخرجه مسلمٌ من طريق نافع عن ابن عمر ☻ رفعه: ((إنَّ أحبَّ أسمائكُم إلى الله ╡ عبد الله وعبد الرَّحمن))، وله شاهدٌ من حديث أبي وهب الجشمي، وآخر عن مجاهد عند ابن أبي شيبة مثله.
          وقال العيني: هذا غير لفظ التَّرجمة، ولكن يعلم منه أنَّ أحبَّ الأسماء: عبد الله وعبد الرَّحمن، وقال القرطبيُّ: يلتحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرَّحيم وعبد الملك وعبد الصَّمد، وإنَّما كانت أحبَّ إلى الله؛ لأنَّها تضمَّنت ما هو وصف واجبٌ لله، وما هو وصفٌ للإنسان وواجب له وهو العبوديَّة، ثمَّ أُضيف العبد إلى الرَّب إضافة حقيقيَّة، فصدقت أفراد هذه الأسماء وشرفت بهذا التَّركيب فحصلت لها هذه الفضيلة.
          وقال غيرُه: الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنَّه لم يقع في القرآن إضافة عبد / إلى اسمٍ من أسماء الله تعالى غيرهما، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن:19]، وقال في آيةٍ أخرى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} [الفرقان:63]، ويؤيِّده قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء:110]. وقد أخرج الطَّبراني من حديث أبي زهير الثَّقفي رفعه: ((إذا سمَّيتُم فعبدوا))، ومن حديث ابن مسعودٍ رفعه: ((أحبُّ الأسماء إلى الله ما يعبَّد به))، وفي إسناد كلٍّ منهما ضعفٌ.