نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور}

          ░51▒ (بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30]) قال الرَّاغب: الزُّور: الكذبُ والبُهتان قيل له ذلك؛ لكونه مائلاً عن الحقِّ، والزَّور بالفتح: الميل. وقال ابنُ الأثير: الزُّور الكذب والتُّهمة والباطل، وشهادة الزُّور من أعظم الجرحات.
          وفي «الصحيحين» من حديث أبي بكرةَ ☺: قال صلعم : ((ألا وقول الزُّور، وشهادة الزُّور)) فما زال يكرِّرها حتَّى قلنا: ليته سكت [خ¦5976]. وعند الإمام أحمد: قال صلعم : ((يا أيُّها النَّاس عدلتْ شهادةُ الزُّور إشراكاً بالله ثلاثاً، ثمَّ قرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30])). وكان موقع هذه التَّرجمة للإشارة إلى أنَّ القولَ المنقول بالنَّميمة لمَّا كان أعم من أن يكون صدقاً أو كذباً فالكذبُ فيه أقبح. /