نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا

          ░111▒ (بابٌ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ) بأن خاطبه بالنِّداء (فَنَقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفاً) مثل قولك: يا مال في يا مالك، وهذا عبارةٌ عن التَّرخيم، وهو حذف آخر المنادى لأجل التَّخفيف، وإنَّما اختصَّ بالآخِر؛ لأنَّه محلُّ التَّغيير في حذفه في جزم المعتل، وشرط التَّرخيم في المنادى أن لا يكون مضافاً ولا مستغاثاً ولا جملة، وفي غير المنادى لا يجوز إلَّا لضرورة الشِّعر، كما فُصِّل في موضعه، واقتصرَ على حرفٍ، وهو مطابقٌ لحديث عائشة ♦ في عائش [خ¦6201]، ولحديث أنسٍ ☺ في أنجش [خ¦6202]، كما سيأتي.
          (وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ) بالحاء المهملة والزاي، اسمه: سلمان الأشجعي الكوفي (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺، أنَّه قال: (قَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <عن أبي هريرة عن النَّبي صلعم >: (يَا أَبَا هِرٍّ) بكسر الهاء وتشديد الراء، وفي ((اليونينيَّة)): بتخفيفها.
          وهذا التَّعليق وصله البخاري في ((الأطعمة)) [خ¦5375] / وأوَّله: ((أصابني جهدٌ شديدٌ...)) الحديث، وفيه: ((فإذا رسول الله صلعم قائمٌ على رأسي فقال: يا أبا هر)).
          قال ابن بطَّال: هذا لا يطابق التَّرجمة؛ لأنَّه ليس من التَّرخيم، وإنَّما هو نقل اللَّفظ من التَّصغير والتَّأنيث إلى التَّكبير والتَّذكير، وذلك أنَّه كان كنَّاه أبا هريرة، وهريرة تصغير هرَّة، فخاطبه باسمها مذكَّراً، فهو نقصانٌ في اللَّفظ وزيادة في المعنى. انتهى.
          وقال الحافظُ العسقلاني: فهو نقصٌ في الجملة، لكن كون النَّقص منه حرفاً فيه نظرٌ، وكأنَّه لحظ الاسم قبل التَّصغير، وهو هرَّة فإذا حذف التَّاء الأخيرة صدق أنَّه نقص من الاسم حرفاً.