الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب موت يوم الاثنين

          ░94▒ (باب: موتِ يومِ الاثْنين)
          كتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني بذلك جوازَ تمنِّي موته، كما وقع لأبي بكر، وإن لم يحصل له ذلك لوقوعه في ليلة يوم الثُّلاثاء، نعم لم يفته الاتَّصال ومداناة الوقت، فإنَّ فصل ما بين يوم الاثنين(1) وليلة الثُّلاثاء غير معتدٍّ به. انتهى.
          وفي «هامشه» قال الحافظ: ولابن سعد عن عائشة: أوَّل ما بدأ(2) مرضُ أبي بكر أنَّه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون مِنْ جمادى الآخرة، وكان يومًا باردًا، فَحُمَّ خمسة عشرة يومًا، ومات مساء ليلة الثُّلاثاء لثمانٍ بقين مِنْ جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، وأشار الزَّين بن المنيِّر إلى أنَّ الحكمة في تأخُّر وفاته مِنْ يوم الاثنين مع أنَّه كان يحبُّ ذلك ويرغب فيه لكونه قام في الأمر بعد النَّبيِّ صلعم، فناسب أن تكون وفاته متأخِّرة عن الوقت الَّذِي قبض فيه رسول الله صلعم. انتهى.
          قالَ العَينيُّ: وتوفِّي أبو بكر ليلة الثُّلاثاء بين المغرب والعشاء الآخرة، وقيل: توفِّي يوم الجمعة، وقيل: ليلة الجمعة، والأوَّل أصحُّ(3). انتهى مختصرًا.
          وقال الحافظ: قال ابن المنيِّر: وكأنَّ الخبر الَّذِي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصحَّ عند البخاريِّ، فاقتصر على ما وافق شرطه، وأشار إلى ترجيحه على غيره، والحديث الَّذِي أشار إليه أخرجه التِّرمذيُّ مِنْ حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ)) وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى مِنْ حديث أنس وإسناده أضعفُ(4). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((اثنين)).
[2] في (المطبوع): ((أول بدء)).
[3] عمدة القاري:7/142
[4] فتح الباري:3/253