الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الإذخر والحشيش في القبر

          ░76▒ (باب: الإِذْخِر والحَشيش في القبر)
          والإِذْخِر: بكسر الهمزة وكسر الخاء المعجمة وفي آخره راء، وهو نبت معلوم طيِّب الرَّائحة. انتهى مِنَ العينيِّ والقَسْطَلَّانيِّ.
          وهكذا ضبطه صاحب «مجمع البحار» وفيه: هو نبت عريض الأوراق يحرقه الحدَّاد بدل الحطب والفحم(1). انتهى.
          قال الحافظ: وترجم ابن المنذر على هذا الحديث: طرح الإِذْخِر في القبر وبسطه فيه. انتهى.
          وفي «هامش اللَّامع»: لا يذهب عليك أنَّ الإمام البخاريَّ ترجم على الحديث (باب: الإِذْخِر والحشيش) ولم يذكر في الحديث إلَّا الإِذْخِر فقط.
          قال الحافظ: أراد المصنِّف بذكر الحشيش التَّنبيه على إلحاقه بالإِذْخِر وأنَّ المراد باستعمال الإِذْخِر البسط ونحوه لا التَّطيُّب.
          وقال القَسْطَلَّانيُّ في قوله: (والحشيش): إلحاقًا له بالإِذْخِر في الفُرج الَّتِي تتخلَّل بين اللَّبنات في القبر، أو استعماله فيه بالبسط ونحوه لا التَّطيُّب(2). انتهى.
          ولا يبعد عندي أنَّ المؤلِّف نبه بذكر الحشيش في التَّرجمة على أنَّ إلقاء الإِذْخِر في القبور ليس بخصوصيَّة الإِذْخِر، بل المقصود إلقاء الحشيش أيَّما كان، وخُصِّص الإِذْخِر بالذِّكر _ أي في الحديث_ لكثرة وجوده في الحجاز، قال ابن عابدين في بحث الكفن: لا يكفي عند الضَّرورة أيضًا، بل يجب سَتر باقيه بنحو حشيش كالإِذْخِر. انتهى.


[1] مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار لمحمَّد طاهر بن علي الصديقي الفَتَّنِي الكجراتي ت:986هـ:1/38
[2] إرشاد الساري:2/442