الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة

          ░41▒ (باب: مَنْ [لم] يُظْهِر حُزْنَه عِنْد المُصِيبَة)
          تقدَّمَ الكلامُ عليه في الباب السَّابق، وقوله في التَّرجمة: (وقال محمَّد بن كعب...) إلى آخره، غرضه على الظَّاهر تفسير قوله عزَّ اسمه في سورة المعارج: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} [المعارج:20].
          ويؤيِّده ما قال الحافظ: روى ابن أبي حاتم في تفسير سورة {سَأَلَ} عن القاسم بن محمَّد [كقول محمَّد] بن كعب هذا. انتهى.
          وقالَ العَينيُّ: مطابقته للتَّرجمة مِنْ حيثُ المقابلة، وهي ذكر الشَّيء وما يضادُّه معه، وذلك أنَّ ترك إظهار الحزن مِنَ القول الحسن والظَّنِّ الحسن، وإظهاره مع الجزع قول سيِّئ وظنٌّ سيِّئ. انتهى.
          وتبعه القَسْطَلَّانيُّ، ولم يتعرَّض الحافظ لوجه(1) المناسبة.
          وكتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني بذلك _والله أعلم_ أنَّه لا ضير في إظهار الحزن ما لم يقل سوءًا ولا أساء الظَّنَّ بالكريم تعالى، وإن كان للَّذي لم يُظهره على النَّاس فضلٌ كثير، ودلالة الرِّواية على التَّرجمة ظاهرة لحال المرأة. انتهى.
          وأمَّا مناسبة الآية بالتَّرجمة فهو ما قال ابن المنيِّر: إنَّ قول يعقوب لمَّا تضمن أنَّه لا يشكو بتصريح ولا تعريض إلَّا لله وافق مقصود التَّرجمة(2). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((بوجه)).
[2] فتح الباري:3/169