التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب

          ░93▒ بَابٌ:
          1386- ذَكَرَ فيه حديثَ سَمُرةَ بنِ جُندُبٍ قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقال: (مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا) الحديث وفيه: (لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ) فقصَّهَا بِطُولِها.
          ويأتي في التَّعبيرِ آخرَ الكتاب [خ¦7047] وساقَهُ عَقِبَ ما قيلَ في أولادِ المشركين لأنَّهُ ذَكَرَ في الرُّؤيا: (وَفِي أَصْلِ الرَّوْضَةِ شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ) (وَأَمَّا الشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَالوِلْدَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ) وذَكَرَ في التَّعبيرِ: ((وأمَّا الوِلدانُ الَّذينَ حولَه فكلُّ مولودٍ ماتَ على الفطرةِ)) قال بعضُ المسلمينَ: يا رسولَ اللهِ فأولادُ المشركين؟ قال: ((وأولاد المشركين)) وهذِهِ حجَّةٌ قاطعةٌ، وكذا روايةُ البُخاريِّ: (والصِّبْيَانُ / حَوْلَهُ أَوْلَادُ النَّاسِ) لأنَّ هذا اللَّفظَ يقتضي عمومَهُ لجميعِ النَّاس مؤمنِهم وكافرِهم، وقد أسلفْنَا أنَّ هذا القولَ هو المختارُ، وقال ابنُ بَطَّالٍ: إنَّهُ أَصَحُّ ما في البابِ مِن طريقِ الآثارِ وصحيحِ الاعتبارِ.
          والكَلُّوبُ في الحديثِ _ويُقالُ الكُلَّابُ_ المِنْشالُ وهيَ حديدةٌ يُنشَلُ بها اللَّحمُ مِن القِدْرِ، قاله الجَوهَريُّ، وعبارةُ ابن بَطَّالٍ: هو خَشَبَةٌ في رأسِها عُقَّافَةٌ.
          وقولُه: (تَدَهْدَهَ) أي تدحرجَ، والفِهْرُ الحَجَرُ مِلْء الكفِّ، والصَّخْرَةُ الحَجَرَةُ العظيمة، قال يعقوب: تُسكَّنُ الخاءُ وتُفتَحُ.
          وقولُه: (فَانْطَلَقْتُ إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ) هو بإسكانِ القافِ أي فَتْحٍ، وضَبَطَهُ بعضُهم هنا بفتْحِها وأنكرَهُ بعضُ أهلِ اللُّغَةِ.
          وقولُه: (فَإِذَا فَتَرَتِ ارْتَفَعُوا) كذا وَقَعَ في روايةِ الشَّيخِ أبي الحسن: (فَتَرَتِ) ولأبي ذرٍّ <أَفْتَرَت> وصوابهُ كما قال ابنُ التِّيْنِ: <قَتَرَت> بالقافِ، ومعناهُ ارتفعتْ أي لهبَتْ وارتفَعَ فُوارُها لأنَّ القَتَرَ الغُبارُ، قال الجَوهَريُّ: قَتَرَ اللَّحمُ يقتِرُ بالكسْرِ إذا ارتفع قُتارُه، وقَتِرَ بالكسْرِ لغةٌ فيه، وأَمَّا (فَتَرَتِ) بالفاءِ فما علِمْتُ له وجهًا لأنَّ بعدَهُ: (فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا) ومعنى خَمَدَتْ وفتَرَتْ _بالفاءِ_ واحدٌ، وأَمَّا <أَفْتَرَت> فذَكَرَهُ الهَرَويُّ وقال: هُو مثل (فَتَرَتِ).
          وقولُه: (حَتَّى كَادَ يَخْرُجُوْا) هو منصوبٌ بتقديرِ أنْ وقد رُويَ بإثباتِها.
          وقولُه: (وَعَلَى وَسَطِ النَّهْرِ) كذا في روايةٍ، وفي أُخرى وهي ما في التَّعبير: ((شطِّ النَّهَرِ)) وهو الوجهُ.
          وقولُه: (وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ) يريدُ الَّذين هم في عِلْمِ الله مِن أهْلِ السَّعادةِ مِن أولادِ المسلمين، قاله أبو عبدِ الملِكِ وقد أسلفْنَا ما يَرُدُّه.
          وقولُه: (وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَفْعَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ) كذا هنا، وفي التَّعبيرِ: ((فإنَّهُ الرَّجل يأخُذُ القرآن فيرفضُهُ وينامُ عنِ الصَّلاةِ المكتوبةِ)).