التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الصفوف على الجنازة

          ░54▒ بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ.
          ذَكَر فيه ثلاثةَ أحاديث:
          1318- أحدُها: حديثُ أبي هُرَيْرَةَ: (نَعَى النَّبِيُّ صلعم إِلَى أَصْحَابِهِ النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا).
          1319- ثانِيها: حديثُ الشَّعْبيِّ قَالَ: (أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلعم أَتَى عَلَى قَبْر مَنْبُوذٍ، فَصَفَّهُمْ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ، قَالَ: ابن عبَّاسٍ).
          1320- ثالثُها: حديثُ عطاءٍ عن جابرٍ: (قَدْ تُوُفِّيَ اليَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الحَبَشِ، فَهَلُمَّ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، فَصَفَفْنَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلعم وَنَحْنُ صُفُوفٌ. قَالَ أَبُو الزُّبير: عَنْ جَابِرٍ: كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي).
          الشَّرحُ: هذه الأحاديثُ الثَّلاثةُ أخرجها مسلمٌ، والتَّعليقُ الأخيرُ أخرجه مسلمٌ مِن حديثِ أيُّوبَ عنه.
          قال ابنُ بطَّالٍ: ويحتملُ أن يكونَ أراد بترجمةِ البابِ والبابِ قَبْلَه مخالفةَ عطاءٍ؛ فإنَّ ابنَ جُرَيجٍ قال: قلتُ له: أفحقٌّ على النَّاسِ أن يُسَوُّوا صفوفَهم على الجنائزِ كما يُسَوُّونَهَا في الصَّلاة؟ قال: لا لأنَّهم قومٌ يُكبِّرون ويستغفرون.
          وقولُه: (أَتَى عَلَى قَبْر مَنْبُوذٍ) يُروَى بإضافةِ القبْرِ إليه وهو المنبوذُ، ففيه إسلامُ اللَّقيطِ الموجودِ بدارِ الإسلامِ، وبالتَّنوينِ أي منتبِذًا ناحيةً عن القبور، ففيه كراهَةُ الصَّلاةِ في المقابرِ لأنَّه جعلَ انتباذَ القبْرِ شرطًا في الصَّلاةِ على القبر، وفي الحقيقةِ المدفونُ في القبْرِ هو المنبوذُ.