التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: كيف الإشعار للميت

          ░15▒ بَابٌ كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟
          وَقَالَ الحَسَنُ: الخِرْقَةُ الخَامِسَةُ تَشُدُّ بِهَا الفَخِذَيْنِ وَالوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ.
          1261- ثمَّ ساق حديثَ أمِّ عَطِيَّةَ، وفي آخِرِهِ: (وَلَا أَدْرِي أَيُّ بَنَاتِهِ) وَزَعَمَ أَنَّ الإِشْعَارَ: الْفُفْنَهَا فِيهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَأْمُرُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُشْعَرَ، وَلَا تُؤْزَرَ.
          وقد أسلفْنا أنَّها زينب، وفسَّر عطاءٌ الإشعارَ باللَّفِّ أيضًا، فإذا لُفَّتْ فيه فما وَلِيَ جِسْمَها منه فهو شِعارٌ لها، وما فضُل منه فتكريرُ لَفِّهِ عليها أسترُ لها مِن أن تؤزَرَ فيه مطلقًا دونَ أنْ يُلفَّ عليها ما فضلَ منه فلذلك فسَّر أنَّ الإشعار أُريد به لفُّها في الإزارِ، وكان ابنُ سِيرِينَ أعلمَ التَّابعينَ بِعَمَلِ الموتى هو وأيُّوبُ بعدَه كما سلف.
          وقولُ الحسنِ السَّالفُ حَسَنٌ في غيرِ الإزارِ الَّذي أعطاهنَّ رسولُ الله صلعم إيَّاه؛ لأنَّه أراد أنْ يعمَّها به، وابنُ سِيرِينَ أعلمُ بما رَوَى بل إنَّه المفهومُ مِن كلامِ الشَّارعِ. وقولُ الحسَنِ في الخامسةِ قاله ابنُ القاسم أنَّ المرأةَ تُزادُ على ثلاثةِ أثوابٍ مِئزرٌ وخمارٌ لحاجتِها إلى السِّتْرِ.