إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية

          2972- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) القطَّانُ (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ‼ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبُو صَالِحٍ) ذكوان الزَّيَّات (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي) لأنَّ أنفسهم لا تطيب بالتَّخلُّف، ولا يقدرون على التَّأهُّب لعجزهم عن آلة السَّفر (مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ) هي القطعة من الجيش، يبلغ أقصاها أربع مئةٍ، تُبعَث إلى العدوِّ (وَلَكِنْ لَا أَجِدُ حَمُولَةً) هي الَّتي يُحمَل عليها من كبار الإبل (وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَوَدِدْتُ) أي: والله لوددت (أَنِّي قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ) بالبناء للمفعول في الأربعة، وتمنِّيه ╕ ذلك للحرص منه على الوصول إلى أعلى درجات الشَّاكرين، بذلًا لنفسه في مرضاة ربِّه وإعلاء كلمته ورغبته في الازدياد من الثَّواب، ولتتأسَّى به أمَّته.