الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب المساجد التي على طرق المدينة

          ░89▒ (باب: المَسَاجِد الَّتِي عَلَى طُرُقِ المَدِينة)
          كتب الشَّيخ في «اللَّامع»: قصد بذلك أن يبيَّن مواضع نزول النَّبيِّ صلعم في ذهابه إلى مكَّة وإيابه عنها ليتبرَّك بالصَّلاة والدُّعاء فيها، ومناسبته بأبواب المساجد ظاهرةٌ. انتهى.
          والشُّرَّاح سكتوا عن غرض التَّرجمة.
          والأوجه عندي أنَّه أثبت جواز الاستبراك بمشاهد الأنبياء والصَّالحين، استدلالًا بفعل ابن عمرَ وتحرِّيه، ودفعًا لما يُتَوَهَّم مِنْ قول عمر ☺ كما حكى العينيّ: أنَّه ╩ كان في سفرٍ فصلَّى الغداة، ثُمَّ أتى على مكانٍ، فجعل النَّاس يأتونه ويقولون: صلَّى فيه النَّبيُّ صلعم، فقال عمر: إنَّما هلك أهل الكتاب، لأنَّهم تتبَّعوا آثار أنبيائهم واتَّخذوها كنائس وبيعًا، فمَنْ عَرضت له الصَّلاة فليصلِّ وإلَّا فليمض. انتهى.
          ووجه الجمع بين قول عمر وفعلِ ابنه بأنَّ عمر ╩ خشي أن يلتزموه ويجعلوه واجبًا، وَكِلَا الأمرين مأمونٌ مِنِ ابنه، ودليل جواز الاستبراك حديث عِتْبَانَ ☺ وسؤاله النَّبيَّ صلعم أن يصلِّي في بيته ليتَّخذه مصلًّى وإجابة النَّبيِّ صلعم لذلك فهو حجَّةٌ للتَّبرُّك بآثار الصَّالحين وغير ذلك مِنَ الآثار والرِّوايات بسطت في «هامش اللَّامع».
          قوله: (والمواضع...) إلى آخره قال القَسْطَلَّانيُّ: أي: ولم تجعل مساجد. انتهى.
          وذكره العيني نسخة وليس في نسخته، وبسط الشيخ الكلام على هذه المواضع في «اللامع»، فارجع إليه لو شئت.