شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تأخير السحور

          ░18▒ بَاب: تعجيل السَّحُورِ.
          فيه: سَهْلٌ قَالَ(1): (كُنْتُ أَتَسَحَّرُ في أَهْلِي، ثُمَّ تَكُونُ سُرْعَتِي أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ مَعَ النَّبيِّ صلعم). [خ¦1920]
          قال المُهَلَّب: قوله: تعجيل السَّحور، إنَّما يريد تعجيل الأكل فيه، لمراهقتهم بالأكل والشُّرب لآخر(2) اللَّيل ابتغاء القوة على الصَّوم، ولبيان علم الصُّبح بالفجر الأوَّل(3)، وروى مالك(4) عن عبد الله بن أبي بكر، قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطَّعام مخافة الفجر، ((وكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُغَلِّسُ بِالصُّبحِ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ طُولِ القِرَاءَةِ وَتَرتِيلِها، لِيُدرِكَ المُتَفَهِّمَ التَّفَهُّمَ وَالتَّدَبُّرَ، ولِيَمتَثِلَ قَولَ اللهِ في التَّنزِيلِ(5)))، ولو ترجم له باب تأخير السَّحور كان(6) حسنًا.


[1] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[2] في (م): ((آخر)).
[3] زاد في (م): ((ولم يحتج أن يجعل له حريمٌ مع العلم عليه)).
[4] في (م): ((وروى مثله)).
[5] في (م): ((في الترتيل والتدبير)).
[6] في (م): ((لكان)).