شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول النبي: لا نكتب ولا نحسب

          ░13▒ باب: قَوْلِ النَّبيِّ صلعم: (لا نَحْسُبُ ولا نَكْتُبُ(1)).
          فيه: ابْنُ عُمَرَ قَالَ: (قَالَ(2) النَّبيُّ صلعم: إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا، يعني مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلاثِينَ). [خ¦1913]
          قال المؤلِّف(3): فيه بيان لقوله ◙: (فَاقدُرُوا لَهُ)، أنَّ معناه إكمال العدد ثلاثين يومًا، كما تأوَّل الفقهاء، ولا اعتبار في ذلك(4) بالنُّجوم والحساب، وهذا الحديث(5) ناسخ لمراعاة النُّجوم بقوانين التَّعديل، وإنَّما المعوَّل(6) على الرُّؤية(7) الأهلَّة الَّتي جعلها الله مواقيت للنَّاس في الصِّيام والحجِّ والعدد والدُّيون، وإنَّما لنا أن ننظر من علم(8) الحساب ما يكون عيانًا أو كالعيان، وأمَّا ما غمض حتَّى لا(9) يدرك إلَّا بالظُّنون وتكييف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نُهينا عنه وعن تكلُّفه.
          وعلَّة ذلك أنَّ رسول الله صلعم إنَّما بُعث إلى(10) الأميِّين الَّذين لا يقرؤون الكتاب، ولا يحسبون بالقوانين الغائبة، وإنَّما يحسبون الموجودات عيانًا.


[1] في (م): ((لا نكتب ولا نحسب)).
[2] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[3] في (م): ((المهلب)).
[4] في (م): ((الفقهاء لاعتبار ذلك)).
[5] قوله: ((الحديث)) ليس في (م).
[6] في (م): ((المعول)) غير واضحة.
[7] زاد في (م): ((في)).
[8] في (م): ((عمل)).
[9] في (م): ((غمض فلا)).
[10] في (م): ((في)).