إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه

          3001- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال(1): (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) الإمامُ (عَنْ سُمَيٍّ) بضمِّ السِّين وفتح الميم (مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ) أي: ابن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشامٍ (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوانَ السَّمان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ) نصبٌ بنزع الخافض، أي: من نومه، أو مفعولٌ ثانٍ لـ «يمنع» لأنَّه يطلب مفعولين كأعطى (وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) أي: كمال نومه وكمال طعامه وكمال(2) شرابه ولذَّة ذلك / ؛ لما فيه من المشَقَّة والتَّعب‼ ومعاناة الحرِّ والبرد والخوف والسُّرى ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش (فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ) بفتح النُّون، أي: بلغ همَّته(3) من مطلوبه (فَلْيُعَجِّلْ) بضمِّ التَّحتيَّة وكسر الجيم (إِلَى أَهْلِهِ) هذا موضع التَّرجمة على ما لا يخفى. قال في «معالم السُّنَّة»: فيه التَّرغيب في الإقامة؛ لئلَّا تفوته الجُمُعَات والجماعات والحقوق الواجبة للأهل والقرابات، وهذا في الأسفار غير الواجبة. ألا تراه يقول ╕ : «فإذا قضى نَهْمَته فليعجِّل إلى أهله»، أشار إلى السَّفر الَّذي له نَهْمة وأَرَبٌ من تجارةٍ أو غيرها، دون السَّفر الواجب كالحجِّ والغزو.


[1] «قال»: مثبتٌ من (ب) و(د1) و(س).
[2] «كمال»: مثبتٌ من (م).
[3] في (م): «همَّة» وليس بصحيحٍ.