إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار

          2840- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ نَصْرٍ) هو إسحاق بن إبراهيم بن نصرٍ، فنسبه إلى جدِّه، ويعرف بالسَّعديِّ لأنَّه نزل بباب بني سعدٍ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن هَمَّام قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) الأنصاريُّ (وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ‼ أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ) بتشديد التَّحتيَّة، وبعد الألف شينٌ معجمةٌ، واسمه: زيد بن الصَّلْت، وقيل: زيد بن النُّعمان الزَّرقيُّ الأنصاريُّ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعد بن مالكٍ (الخُدْرِيِّ) بالدَّال المهملة ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله(1) صلعم يَقُولُ: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ) ╡ (بَعَّدَ اللهُ) بتشديد العين (وَجْهَهُ) أي: ذاته كلَّها (عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) أي: سنةً. وعند أبي يَعلى من طريق زبَّان(2) بن فائدٍ، عن معاذِ بن أنسٍ: «بُعِّد من النَّار مئةَ عامٍ سيرَ المضمر الجواد». وعند الطَّبرانيِّ في «الصَّغير» و«الأوسط» بإسنادٍ حسنٍ عن أبي الدَّرداء: «جعل الله بينه وبين النَّار خندقًا كما بين السَّماء والأرض» وفي «كامل ابن عديٍّ» عن أنسٍ: «تباعدت منه جهنَّم خمسَ مئة عامٍ(3)» قيل: ظاهرها التَّعارض. وأُجيبَ: بالاعتماد على رواية «سبعين» للاتفاق عليها، فما في الصَّحيح أَولى، أو أنَّ الله أعلمَ نبيَّه صلعم بالأدنى، ثمَّ بما بعده على التَّدريج، أو أنَّ ذلك بحسب اختلاف أحوال الصَّائمين في كمال الصَّوم ونقصانه.


[1] في (ص) و(ل): «النَّبيَّ».
[2] في (ب) و(د) و(س): «زياد» وهو تحريفٌ، وفي (د1) و(م): «زيان»، وهو تصحيفٌ.
[3] «عام»: ليس في (م).