مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب بيعة النساء

          ░49▒ باب بيعة النساء
          رواه ابن عباس عن النبي صلعم.
          ثنا أبو اليمان أنبا شعيب.. إلى آخره.
          ثم ساق حديث عائشة قالت: كان النبي صلعم يبايع النساء(1) بالكلام بهذه الآية {لَّا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة:12] قالت: وما مست يد رسول الله يد امرأة.
          وحديث أم عطية قالت: بايعنا النبي صلعم، فقرأ: {أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} ونهانا عن النياحة.
          كل ما خاطب الله به الرجال من شعائر الإسلام فقد دخل فيه النساء ولزمهن من ذلك ما لزم الرجال إلا ما خص به الرجال مما لا قدرة للنساء عليه من القيام بفرض الحرب وشبهه مما قد بين سقوطه عن النساء، وهذه البيعة في هذه الأحاديث كانت بيعة العقبة الأولى بمكة قبل أن تفرض عليهم الحرب، ذكره ابن إسحاق وأهل السير قالوا: كانوا اثني عشر رجلاً.
          قوله ◙: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً).
          بين لهم أن التوقف عن هذه الأفعال القبيحة إنما يكون في الميزان إذا تقدمها الإيمان، وكان موجب التوقف عنها خوف الرحمن.
          قوله: (فمن وفى منكم فأجره على الله) أي: من يوف عن هذه لله فأجره عليه.
          قوله: (فهو كفارة له) هو صريح في الرد على من قال: إن الحدود زاجرات لا مكفرات.
          قوله: (كان يبايع النساء بالكلام) أي: لأن المصافحة ليست شرطاً في صحة البيعة؛ لأنها عقد بالقول، وإن كان من حكم مبايعة الرجال المصافحة، ولو كانت المصافحة شرطاً لما صحت مبايعة ابن عمر بالمكاتبة، وإنما كانت بيعة أميمة بالمدينة بعد الحديبية، وقد قال ◙: ((إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة)) يريد في المعاقدة ولزوم البيعة.
          والنياحة: نوع من عمل الجاهلية، ونهى عنها لما فيها من عدم الرضى بالقضاء، وقبض المرأة يدها يحتمل خوفها عدم الوفاء إذ لم ترد الامتناع من ذلك.
          وأم سليم اسمها: مليكة أم أنس بن مالك، وأم حرام: الغميصاء، وحرام وسليم شهدا بدراً وأحداً وقتلا يوم بئر معونة أولاد ملحان، واسمه مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عفراء بن النجار كلهم أسلم، وبايع رسول الله صلعم.
          وأم العلاء بنت الحارث بن حارثة بن ثعلبة بن الجلاس بن أمية بن خدارة بضم الخاء المعجمة وقيل: بكسر الجيم أخي خدرة، ابني عوف بن الحارث بن الخزرج وعمتها كبشة بنت ثابت بن حارثة، أسلمت وبايعت، وأم نوح بنت ثابت بن الحارث بن ثابت بن حارثة كانت عند عبد الرحمن بن مالك فولدت له وأخوها عمر بن ثابت بن الحارث روى عن أبي أيوب حديث: ((من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال فقد صام الدهر)).


[1] في المخطوط: ((الناس)) ولعل الصواب ما أثبتناه.